كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيَّ وَسُئِلَ عَنِ الْبُكَاءِ الَّذِي يَعْتَرِي الْعَبْدَ مِنْ أَيِّ وَجْهٍ يَعْتَرِيهِ؟ فَقَالَ: " §الْبَاكِي فِي بُكَائِهِ مُسْتَرِيحٌ إِلَى لِقَائِهِ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ رَاجِعٌ عَمَّا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ اسْتِرَاحَةٌ وَشِفَاءٌ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
بَكَيْتُ بِعَيْنٍ لَيْسَ تُهْدِي دُمُوعَهَا ... وَأَسْعَدَهَا قَلْبٌ حَزِينٌ مُتَيَّمُ
فَنُودِيتُ كَمْ تَبْكِي؟ فَقُلْتُ: لَأَنَّنِي ... فَقَدْتُ أَوَانًا كُنْتُ فِيهِ أُكَلَّمُ
-[339]-
وَكَانَ جَزَائِي مِنْكُمْ غَيْرَ مَا أَرَى ... فَقَدْ حَلَّ بِي أَمْرٌ جَلِيلٌ مُعَظَّمُ
فَقَالَ: كَذَا مَنْ كَانَ فِينَا بِحَظِّهِ ... إِذَا لُحِظَ وَصْفٌ قَدْ يَبِيدُ وَيُعْدَمُ
وَلَكِنَّنَا لَا نَشْتَكِي ضُرَّ مَا بِنَا ... وَنَسْتُرُهُ حَتَّى يَبِينَ فَيُعْلَمُ
الصفحة 338