كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الصَّرْفِيُّ , نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابَانَ , نا عُمَرُ الْبِسْطَامِيُّ , عَنْ أَبِي مُوسَى , عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْبِسْطَامِيِّ قَالَ: «§لَيْسَ الْعَجَبُ مِنْ حُبِّي لَكَ وَأَنَا عَبْدٌ فَقِيرٌ , إِنَّمَا الْعَجَبُ مِنْ حُبِّكَ لِي وَأَنْتَ مَلِكٌ قَدِيرٌ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْبِسْطَامِيَّ يَقُولُ: " §غَلَطْتُ فِي ابْتِدَائِي فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: تَوَهَّمْتُ أَنِّي أَذْكُرُهُ وَأَعْرِفُهُ وَأُحِبُّهُ وَأَطْلُبُهُ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ رَأَيْتُ ذِكْرَهُ سَبَقَ ذَكَرِي وَمَعْرِفَتَهُ سَبَقَتْ مَعْرِفَتِي , وَمَحَبَّتَهُ أَقْدَمَ مِنْ مَحَبَّتِي , وَطَلَبَهُ لِي أَوَّلًا حَتَّى طَلَبْتُهُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّامِغَانِيُّ: نا مُوسَى بْنُ عِيسَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ هَذَا الْخَلْقَ بِغَيْرِ عِلْمِهِمْ وَقَلَّدْتَهُمْ أَمَانَةً مِنْ غَيْرِ إِرَادَتِهِمْ فَإِنْ لَمْ تُعِنْهُمْ فَمَنْ يُعِينُهُمْ؟»
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ , نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى , نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابَانَ , نا عُمَرُ الْبِسْطَامِيُّ , عَنْ أَبِي مُوسَى , عَنْ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: «§إِنَّ لِلَّهِ خَوَاصًّا مِنْ عِبَادِهِ لَوْ حَجَبَهُمْ فِي الْجَنَّةِ عَنْ رُؤْيَتِهِ لَاسْتَغَاثُوا بِالْخُرُوجِ مِنَ الْجَنَّةَ كَمَا يَسْتَغِيثُ أَهْلُ النَّارِ بِالْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ»
سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ: جَلَسَ قَوْمٌ إِلَى أَبِي يَزِيدَ فَأَطْرَقَ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: مُنْذُ أُجْلِسْتُمْ إِلَيَّ هُوَ ذَا أُجِيلُ فِكْرِي أَلْتَمِسُ حَبَّةً عِنَبٍ أُخْرِجُهَا إِلَيْكُمْ تُطِيقُونَ حَمْلَهَا فَلَمْ أَجِدْ قَالَ: وَقَالَ أَبُو يَزِيدَ: " غِبْتُ عَنِ اللَّهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَكَانَتْ غَيْبَتِي عَنْهُ ذِكْرِي إِيَّاهُ فَلَمَّا خَنَسْتُ عَنْهُ وَجَدْتُهُ فِي كُلِّ حَالٍ فَقَالَ لِي رَجُلٌ: مَا لَكَ لَا تُسَافِرُ؟ قَالَ: لِأَنَّ صَاحِبِي لَا يُسَافِرُ وَأَنَا مَعَهُ مُقِيمٌ فَعَارَضَهُ السَّائِلُ بِمِثْلٍ فَقَالَ: إِنَّ الْمَاءَ الْقَائِمَ قَدْ كُرِهَ الْوضُوءُ مِنْهُ لَمْ يَرَوْا بِمَاءِ الْبَحْرِ بَأْسًا §هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ ثُمَّ قَالَ: قَدْ تَرَى الْأَنْهَارَ تَجْرِي لَهَا رَوِيٌّ وَخَرِيرٌ , حَتَّى إِذَا دَنَتْ مِنَ الْبَحْرِ -[35]- وَامْتَزَجَتْ بِهِ سَكَنَ خَرِيرُهَا وَحِدَّتُهَا وَلَمْ يُحِسَّ بِهَا مَاءُ الْبَحْرِ وَلَا ظَهَرَ فِيهِ زِيَادَةٌ وَلَا إِنْ خَرَجَتْ مِنْهُ اسْتَبَانَ فِيهِ نَقْصٌ
الصفحة 34