كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
§أَبُو سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ وَمِنْهُمْ أَبُو سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، كَانَ بِالْعِلَلِ وَالْآفَاتِ عَارِفًا وَعَنْهَا نَاهِيًا وَوَاقِفًا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ هَمَّامَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْقُرَشِيَّ، يَقُولُ: «§قُلُوبُ أَهْلِ الْهَوَى سُجُونُ أَهْلِ الْبَلَاءِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَ الْبَلَاءَ حَبَسَهُ فِي قُلُوبِ أَهْلِ الْهَوَى، فَيَضِجُّ إِلَى اللَّهِ بِالِاسْتِغَاثَةِ وَالْخُرُوجِ مِنْهَا مِنْ حَرِّ أَجْوَافِ أَهْلِ الْهَوَى»
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ، يَقُولُ: " §الْحِرْصُ مَوْصُولٌ بِالطَّمَعِ وَالطَّمَعُ مَوْصُولٌ بِالْأَمَلِ وَالْأَمَلُ مَوْصُولٌ بِالشَّهْوَةِ وَالشَّهْوَةُ مَوْصُولَةٌ بِالشُّبْهَةِ وَالشُّبْهَةُ مَوْصُولَةٌ بِالْحَرَامِ وَالْحَرَامُ مَوْصُولٌ بِالنَّارِ قَالَ تَعَالَى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131] "
§أَبُو يَعْقُوبَ الزَّيَّاتُ وَمِنْهُمْ أَبُو يَعْقُوبَ الزَّيَّاتُ خَلَعَ الرَّاحَةَ وَالسُّبَاتِ احْتَرَازًا مِنَ الْفَجِيعَةِ بِالْبَيَاتِ
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، فِي كِتَابِهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: قَصَدْتُ أَبَا يَعْقُوبَ الزَّيَّاتَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ فَقَالَ: مَنْ؟ فَقُلْتُ: الْجُنَيْدُ وَجَمَاعَةٌ، فَفَتَحَ لَنَا وَقَالَ: " §لَمْ يَكُنْ لَكُمْ مِنَ الشُّغْلِ بِالْحَقِّ مَا يَقْطَعُكُمْ عَنِ الْمَجِيءِ إِلَيَّ؟ فَقُلْتُ لَهُ: إِذَا كَانَ قَصْدُنَا إِلَيْكَ مِنْ شُغِلْنَا بِالْحَقِّ نَكُونُ عَنْهُ مُنْقَطِعِينَ، فَسَأَلْتُهُ فِي التَّوَكُّلِ فَأَخْرَجَ دِرْهَمًا كَانَ عِنْدَهُ ثُمَّ أَجَابَنِي وَأَعْطَى الْمَسْأَلَةَ حَقَّهَا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ الْحَيَاءِ يَحْجِزُنِي عَنِ الْجَوَابِ وَعِنْدِي شَيْءٌ، فَقُلْتُ: مَا قَوْلُكُ فِي رَجُلٍ يَرْجِعُ إِلَى فُنُونٍ مِنَ الْعِلْمِ يُحْسِنُ أَنْ يَصِفَ صِفَاتِ الْحَقِّ وَصِفَاتِ الْخَلْقِ لِلْخَلْقِ؟ تَرَى لَهُ مُجَالَسَةَ النَّاسِ؟ قَالَ: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ فَنِعْمَ، وَإِلَّا فَلَا "
الصفحة 342