كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
§أَبُو نَصْرٍ الْمُحِبُّ وَمِنْهُمْ أَبُو نَصْرٍ الْمُحِبُّ بَغْدَادِيٌّ كَانَ لِلْعُرُوضِ بَذُوَلًا وَعَنِ الْعَوَائِقِ مَحْمُولًا
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مِقْسَمٍ، يَقُولُ: «§كَانَ أَبُو نَصْرٍ الْمُحِبُّ ذَا فُتُوَّةٍ وَسَخَاءٍ وَمُرُوءَةٍ وَحَيَاءٍ»
أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي كِتَابِهِ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مِقْسَمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسَ بْنَ مَسْرُوقٍ، يَقُولُ: اجْتَزْتُ أَنَا وَأَبُو نَصْرٍ الْمُحِبُّ بِالْكَرْخِ وَعَلَى أَبِي نَصْرٍ إِزَارٌ لَهُ قِيمَةٌ فَإِذَا نَحْنُ بِسَائِلٍ يَسْأَلُ وَيَقُولُ: شَفِيعِي إِلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَقَّ أَبُو نَصْرٍ إِزَارَهُ وَأَعْطَاهُ النِّصْفَ فَمَشَى خُطْوَتَيْنِ فَانْصَرَفَ وَأَعْطَاهُ النِّصْفَ الْآخَرَ وَقَالَ: «§هَذَا نِدٌّ لَهُ»
§أَبُو سَالِمٍ الدَّبَّاغُ وَمِنْهُمْ أَبُو سَالِمٍ الدَّبَّاغُ كَانَ مِنَ الْمُتَحَقِّقِينَ وَالْمُجْتَهِدِينَ، صَحِبَ الْكِبَارَ وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الْأَبْرَارِ
سَمِعْتُ حعفرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، فِي كِتَابِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَالِمٍ الدَّبَّاغُ، يَقُولُ: §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» فَاسْتَفْتَحْتُ وَاسْتَعَذْتُ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَعِشْرِينَ آيَةً مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ تَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا أُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ عَلَيَّ كَمَا أُنْزِلَ، فَقَالَ: «لَوْ أَخَذْتُ عَلَيْكَ كَمَا أُنْزِلَ لَرَجَمَكَ النَّاسُ بِالْحِجَارَةِ»
§أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ وَمِنْهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ كَانَ لِلْأَثْقَالِ حَمُولًا وَعَنِ الْقَوَاطِعِ ذَبُولًا، وَكَانَ لِلْحِكْمَةِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا صَائِنًا وَلِلْمُدَّعِينَ وَالْمُتَكَسِّبِينَ بِهَا شَائِنًا
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الرَّاسِبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا -[348]- مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيَّ، يَقُولُ: " §رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِي: لِكُلِّ شَيْءٍ عِنْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَمِنْ أَعْظَمِ الْحُقُوقِ عِنْدِ اللَّهِ حَقُّ الْحِكْمَةِ فَمَنْ وَضَعَ الْحِكْمَةَ فِي غَيْرِ أَهْلِهَا طَالَبَهُ اللَّهُ بِحَقِّهَا وَمَنْ طَالَبَهُ اللَّهُ بِحَقِّهَا خُصِمَ "
الصفحة 347