كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ , نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , نا عُثْمَانُ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ: «§لَمْ أَزَلْ ثَلَاثِينَ سَنَةً كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَذْكَرَ اللَّهَ أَتَمَضْمَضُ وَأَغْسِلُ لِسَانِي إِجْلَالًا لِلَّهِ أَنْ أَذْكُرَهُ»
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ , نا أَبُو الْحَسَنِ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ الْبِسْطَامِيُّ: " §لَمْ أَزَلْ أَجُولُ فِي مَيْدَانِ التَّوْحِيدِ حَتَّى خَرَجْتُ إِلَى دَارِ التَّفْرِيدِ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَجُولُ فِي دَارِ التَّفْرِيدِ حَتَّى خَرَجْتُ إِلَى الدَّيْمُومِيَّةِ فَشَرِبْتُ بِكَأْسِهِ شَرْبَةً لَا أَظَمْأَنَّ مِنْ ذِكْرِهِ بَعْدَهَا أَبَدًا قَالَ يُوسُفُ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى غَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ مِنْ ذِي النُّونِ وَفِيهِ زِيَادَةٌ كَانَ ذُو النُّونِ لَا يُبْدِيهَا إِلَّا فِي وَقْتِ نَشَاطِهِ وَغَلَبَةِ حَالِهِ عَلَيْهِ فَيَقُولُ ذَلِكَ وَيَقُولُ بَعْدَهُ: لَكَ الْجَلَالُ وَالْجَمَالُ وَلَكَ الْكَمَالُ سُبْحَانَكَ قَدَّسَتْكَ أَلْسُنُ التَّمَادِيحِ وَأَفْوَاهُ التَّسَابِيحِ أَنْتَ أَنْتَ أَزَلِيٌّ أَزَلِيٌّ , حُبُّهُ لِي أَزَلِيٌّ "
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ , نا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ مُوسَى بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ: «§غِبْتُ عَنِ اللَّهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَكَانَتْ غَيْبَتِي عَنْهُ ذِكْرِي إِيَّاهُ فَلَمَّا خَنَسْتُ عَنْهُ وَجَدْتُهُ فِي كُلِّ حَالٍ حَتَّى كَأَنَّهُ أَنَا»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ , نا مُوسَى , نا مَنْصُورٌ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي يَزِيدَ فَقَالَ: أَوْصِنِي , فَقَالَ لَهُ: انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ صَاحِبُهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو يَزِيدَ: أَتَدْرِي مَنْ خَلَقَ هَذَا؟ قَالَ: اللَّهُ , قَالَ أَبُو يَزِيدَ: «§إِنَّ مَنْ خَلَقَهَا لَمُطَّلِعٌ عَلَيْكَ حَيْثُ كُنْتَ فَاحْذَرْهُ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ , نا مَنْصُورٌ , نا مُوسَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي يَزِيدَ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَمُرُّ فِي الْهَوَاءِ , قَالَ: وَأَيُّ أُعْجُوبَةٍ فِي هَذِهِ؟ طَيْرٌ يَأْكُلُ الْمَيْتَةَ يَمُرُّ فِي الْهَوَاءِ وَالْمُؤْمِنُ أَشْرَفُ مِنَ الطَّيْرِ قَالَ: وَوَجَّهَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ حَصِيرًا وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ صَلِّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ , فَكَتَبَ أَبُو يَزِيدَ إِلَيْهِ: «إِنِّي §جَمَعْتُ عِبَادِاتِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ -[36]- وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ فَجَعَلْتُهَا فِي مِخَدَّةٍ وَوَضَعْتُهَا تَحْتَ خَدِّي»
الصفحة 35