كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
وَقِيلَ 12592 لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا يَدْفَعُكَ عَنْ لُبْسِ الْمَرْقَعَّةِ؟ قَالَ: " §مِنَ النِّفَاقِ أَنْ تَلْبَسَ لِبَاسَ الْفِتْيَانِ وَلَا تَدْخُلَ فِي حَمْلِ أَثْقَالِ الْفُتُوَّةِ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا الْفُتُوَّةُ؟ قَالَ: رُؤْيَةُ أَعْذَارِ الْخَلْقِ وَتَقْصِيرَكَ وَتَمَامَهُمْ وَنُقْصَانَكَ، وَالشَّفَقَةُ عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهُمْ: بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ، وَكَمَالُ الْفُتُوَّةِ هُوَ أَنْ لَا يَشْغَلَكَ الْخَلْقُ عَنِ اللَّهِ "
§مَحْفُوظُ بْنُ مَحْمُودٍ وَمِنْهُمُ الْمُذْعِنُ لِلْمَعْبُودِ الْوَاثِقُ بِالْوَدُودِ النَّيْسَابُورِيُّ مَحْفُوظُ بْنُ مَحْمُودٍ
سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَحْفُوظَ بْنَ مَحْمُودٍ، يَقُولُ: «§مَنْ أَبْصَرَ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ ابْتُلِيَ بِمَسَاوِئِ النَّاسِ وَمَنْ أَبْصَرَ عُيُوبَ نَفْسِهِ سَلِمَ مِنْ رُؤْيَةِ مَسَاوِئِ النَّاسِ وَمَنْ ظَنَّ بِمُسْلِمٍ فِتْنَةً فَهُوَ الْمَفْتُونُ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: قَالَ مَحْفُوظٌ: " §التَّائِبُ الَّذِي يَتُوبُ مِنْ غَفَلَاتِهِ وَطَاعَاتِهِ، وَقَالَ: لَا تَزِنِ الْخَلْقَ بِمِيزَانِكَ وَزِنْ نَفْسَكَ بِمِيزَانِ الْمُؤْمِنِينَ لِتَعْلَمَ فَضْلَهُمْ وَإِفْلَاسَكَ وَقَالَ: أَكْثَرُ النَّاسِ خَيْرًا أَسْلَمُهُمْ صَدْرًا لِلْمُسْلِمِينَ "
§ابْنُ طَاهِرٍ الْأَبْهَرِيُّ وَمِنْهُمُ الْأَبْهَرِيُّ أَبُو بَكْرِ بْنُ طَاهِرٍ ظَهَرَ مِنْ حِجَابِهِ السَّاتِرِ وَغُمِرَ فِي جَنَابِهِ الْعَامِرِ، رَايَاتُ الْكِرَامِ لَهُ مَرْفُوعَةٌ وَطَوَارِقُ الْإِيَاسِ عَنْهُ مَوْضُوعَةٌ بَسَطَ لِسَانَهُ فِي وُجُودِ الْمَوْجُودِ وَكَرَمِ الْمُنْعِمِ الْمَحْمُودِ
سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ، يَحْكِي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَهْرَانِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ طَاهِرٍ: «§رَفَعَ اللَّهُ عَنِ الْعَالِمِينَ، بِهِ حُجُبَ الْأَسْتَارِ وَأَطْلَعَهُمْ عَلَى طَوِيَّاتِ مَخْزُونَاتِ الْأَسْرَارِ وَأَمَدَّهُمْ بِمَوَادِّ الْمَعَارِفِ وَالْأَنْوَارِ، فَهُمْ بِمَا أَلْبَسَهُمْ مِنْ نُورِهِ إِلَى أَسْرَارِهِ مُتَطَلِّعُونَ وَبِمَا كَاشَفَهُمْ مِنْ شَوَاهِدِ حَقِيقَةِ مَعْرِفَتِهِ عَلَى سَائِرِ الْأُمُورِ مُشْرِفُونَ لَا يَقْدَحُ فِي قُلُوبِهِمْ رَيْبٌ بَلِ كُلُّ مَا أَطْلَعَهُمْ عَلَيْهِ أَثْبَتُ عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِيَانِ لِأَنَّ بَصَائِرَ الْحَقِيقَةِ لَهُمْ لَامِعَةٌ وَأَعْلَامَ الْحَقِّ لَهُمْ مَرْفُوعَةٌ لَائِحَةٌ ائْتَمَنَهُمُ الْحَقِّ -[352]- عَلَى مَعْرِفَتِهِ إِلْهَامًا وَتَفَضُّلًا وَإِكرَامًا، أَجْزَلَ لَهُمْ عَطَايَاهَ وَجَعَلَ قُلُوبَهُمْ مَطَايَاهُ فَدَنَا مِنْهَا بِلَا مَسَافَةٍ وَنَزَّلَ أَسْرَارَهُمْ بِلَا مُمَازَجَةٍ فَحَمَاهُمْ مِنَ الْغَفْلَةِ وَالْفُتُورِ فَفَنِيَتْ صِفَاتُهُمْ بِوُجُودِ شُهُودِهِ، فَلَيْسَ لَهُمْ عَنْهُ مَغِيبٌ وَعَلَيْهِمْ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِمْ مِنْهُ رَقِيبٌ»
الصفحة 351