كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

§الْمُرْتَعِشُ وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِالْمُرْتَعِشِ كَانَتِ لَهُ الْمُشَاهَدَةُ بِاطِنَةً، وَالْمُثَابَرَةُ سَابِقَةً
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مِقْسَمٍ، يَقُولُ: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرْتَعِشُ لَهُ اللِّسَانُ النَّاطِقُ وَالْخَاطِرُ الْفَائِقُ، وَكَانَ يَقُولُ: «§أَفْضَلُ الْأَرْزَاقِ تَصْحِيحُ الْعُبُودِيَّةِ عَلَى الْمُشَاهَدَةِ، وَمُعَانَقَةُ الْخِدْمَةِ عَلَى مُوَافَقَةِ السُّنَّةِ، وَلَا وُصُولَ إِلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ إِلَّا بِبُغْضِ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَهِيَ فُضُولُ الدُّنْيَا وَأَمَانِيُّ النَّفْسِ، وَمُوَالَاةُ أَوْلِيَائِهِ وَمُعَادَاةُ أَعْدَائِهِ وَلَا سَبِيلَ إِلَى تَصْحِيحِ الْمُعَامَلَةِ إِلَّا بِالْإِخْلَاصِ فِيهَا وَالصَّبْرِ عَلَيْهَا»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا سَهْلٍ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهَ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِلْمُرْتَعِشِ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: " §اذْهَبْ إِلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنِّي وَدَعْنِي إِلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْكَ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: رُؤْيَةُ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر السريع]
-[356]-
إِنَّ الْمَقَادِيرَ إِذَا سَاعَدَتْ ... أَلْحَقَتِ الْعَاجِزَ بِالْحَازِمِ
وَكَانَ يَقُولُ: أُصُولُ التَّوْحِيدِ ثَلَاثَةٌ: مَعْرِفَةُ اللَّهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَالْإِقْرَارُ لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَنَفْيُ الْأَنْدَادِ عَنْهُ جُمْلَةً "

الصفحة 355