كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، فِي كِتَابِهِ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: «§مَنْ جَهِلَ قَدْرَ نَفْسِهِ عَدَّلَ عَلَى نَفْسِهِ وَعَدَّلَ عَلَى غَيْرِهِ، وَآفَةُ النَّاسِ مِنْ قِلَّةِ مَعْرِفَتِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ»
§ابْنُ الْكَاتِبِ وَمِنْهُمُ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْكَاتِبِ، مِنْ شُيوخِ الْمِصْرِيِّينَ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْكَاتِبَ، يَقُولُ: " §إِذَا انْقَطَعَ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ بِالْكُلِّيَّةِ، أَوَّلُ مَا يُفِيدُهُ اللَّهُ الِاسْتِغْنَاءُ بِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ، وَكَانَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ: مَنْ صَبَرَ عَلَيْنَا وَصَلَ إِلَيْنَا، وَكَانَ يَقُولُ: إِذَا سَكَنَ الْخَوْفُ فِي الْقَلْبِ لَمْ يَنْطِقِ اللِّسَانُ إِلَّا بِمَا يَعْنِيهِ "
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: قِيلَ لِأَبِي عَلِيٍّ ابْنِ الْكَاتِبِ: إِلَى أَيِّ الْجَانِبَيْنِ أَنْتَ أَمْيَلُ إِلَى الْفَقْرِ أَوْ إِلَى الْغِنَى؟ فَقَالَ: " إِلَى أَعْلَاهُمَا رُتْبَةً وَأَسْنَاهُمَا قَدْرًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
§وَلَسْتُ بِنَظَّارٍ إِلَى جَانِبِ الْغِنَى ... إِذَا كَانَتِ الْعَلْيَاءُ فِي جَانِبِ الْفَقْرِ
وَإِنِّي لِصَبَّارٌ عَلَى مَا يَنُوبُنِي ... وَحَسْبُكَ أَنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى الصَّبْرِ
وَكَانَ يَقُولُ: الْهِمَّةُ مُقَدَّمَةٌ فِي الْأَشْيَاءِ فَمَنْ صَحَّحَ هِمَّتَهُ بِالصِّدْقِ أَتَتْ تَوَابِعُهَا عَلَى الصِّحَّةِ وَالصِّدْقِ، فَإِنَّ الْفُرُوعَ تَتْبَعُ الْأُصُولُ، وَمَنْ أَهْمَلَ هِمَّتَهُ أَتَتْ عَلَيْهِ تَوَابِعُهَا مُهْمَلَةً، وَالْمُهْمَلُ مِنَ الْأَفْعَالِ وَالْأَحْوَالِ لَا يَصْلُحُ لِبِسَاطِ الْحَقِّ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ الْعَبْدَ حَلَاوَةَ ذِكْرِهِ فَإِنْ فَرِحَ بِهِ وَشَكَرَهُ آنَسَهُ بِقُرْبِهِ، وَإِنْ قَصَّرَ فِي الشُّكْرِ أَجْرَى الذِّكْرَ عَلَى لِسَانِهِ، وَسَلَبَهُ حَلَاوَتَهُ بِهِ "
§الْقَرِمِيسِينِيُّ وَمِنْهُمُ الْقَرِمِيسِينِيُّ مُظَفَّرٌ لَهُ اللَّفْظُ الْمُحَبَّرُ أَحَدُ مَشَايِخِ الْجَبَلِ عَرَفَ الْعِلَلَ وَاحْتَرَزَ مِنَ الزَّلَلِ
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الدَّيْنَوَرِيَّ الطَّرَسُوسِيَّ، شَيْخَ الْحُرْمَةِ يَقُولُ: قَالَ مُظَفَّرٌ -[361]- الْقَرِمِيسِينِيُّ وَسُئِلَ: مَا خَيْرُ مَا أَعْطِيَ الْعَبْدُ؟ قَالَ: «§فَرَاغُ الْقَلْبِ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ لِيَتَفَرَّغَ إِلَى مَا يَعْنِيهِ»
الصفحة 360