كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْقَصِيرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَيْبَانَ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي: «يَا بُنَيَّ، §تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِآدَابِ الظَّاهِرِ، وَاسْتَعْمِلِ الْوَرَعَ لِآدَابِ الْبَاطِنِ، وَإِيَّاكَ أَنْ يَشْغَلَكَ عَنِ اللَّهِ شَاغِلٌ فَقَلَّ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ»
§أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بَنَانٍ وَمِنْهُمُ الْوَالِهُ السَّكْرَانُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بَنَانٍ شَيْخُ مِصْرَ مَاتَ فِي التِّيهِ وَالِهًا صَحِبَ أَبَا سَعِيدٍ الْخَزَّازَ
سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ سَلَامٍ الْمَغْرِبِيَّ بِمَكَّةَ وَنَيْسَابُورَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بَنَانٍ: " §النَّاسُ يَعْطَشُونَ فِي الْمَفَاوِزِ السَّحِيقَةِ وَالْبَوَادِي الْمُتْلِفَةِ وَأَنَا عَطْشَانُ، وَأَنَا عَلَى شَطِّ النِّيلِ وَالْفُرَاتِ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: آثَارُ الْمَحَبَّةِ إِذَا بَدَتْ وَرِيَاحُهَا إِذَا هَاجَتْ تُمِيتُ قَوْمًا وَتُحْيِي آخَرِينَ، وَأَفْنَتْ أَسْرَارًا وَأَبْقَتْ آثَارًا، وَتُؤْثِرُ آثَارًا مُخْتَلِفَةً وَتُثِيرُ أَسْرَارًا مَكْنُونَةً وَتَكْشِفُ أَحْوَالًا كَامِنَةً "
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الزِّقَاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ بَنَانٍ، يَقُولُ: " §كُلُّ صُوفِيٍّ يَكُونُ هَمُّ الرِّزْقِ فِي قَلْبِهِ فَلَزُومُ الْعَمَلِ أَقْرَبُ لَهُ إِلَى اللَّهِ، وَعَلَامَةُ سُكُونِ الْقَلْبِ وَالرُّكُونِ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ قَوِيًّا عِنْدَ زَوَالِ الدُّنْيَا وَإِدْبَارِهَا عَنْهُ، وَيَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَقْوَى وَأَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ وَكَانَ يَقُولُ: ذِكْرُ اللَّهِ بِاللِّسَانِ يُوَرِّثُ الدَّرَجَاتِ وَذِكْرُهُ بِالْقَلْبِ يُوَرِّثُ الْبَرَكَاتِ "
§عَلِيٌّ الْفَارِسِيُّ وَمِنْهُمُ الْحَاضِرُ الْفَارِسِيُّ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ هِنْدَ الْفَارِسِيُّ، صَحِبَ عَمْرًا الْمَكِّيَّ وَالْجُنَيْدَ وَجَعْفَرًا الْحَذَّاءَ
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيَّ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ هِنْدَ الْفَارِسِيُّ: «§الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ وَظُرُوفٌ، وَكُلُّ وِعَاءٍ وَظَرْفٍ لِنَوْعٍ مِنَ الْمَحْمُولَاتِ فَقُلُوبُ الْأَوْلِيَاءِ أَوْعِيَةُ الْمَعْرِفَةِ وَقُلُوبُ الْعَارِفِينَ أَوْعِيَةُ الْمَحَبَّةِ، وَقُلُوبُ الْمُحِبِّينَ أَوْعِيَةُ الشَّوْقِ -[363]-، وَقُلُوبُ الْمُشْتَاقِينَ أَوْعِيَةُ الْأُنْسِ، وَلِهَذِهِ الْأَحْوَالِ آدَابٌ مَنْ لَمْ يَسْتَعْمِلْهَا فِي أَوْقَاتِهَا هَلَكَ مِنْ حَيْثُ يَرْجُو بِهِ النَّجَاةَ»

الصفحة 362