كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ هِنْدَ، يَقُولُ: «§اسْتَرْحِ مَعَ اللَّهِ وَلَا تَسْتَرِحْ عَنِ اللَّهِ فَإِنَّ مَنِ اسْتَرَاحَ مَعَ اللَّهِ نَجَا وَمَنِ اسْتَرَاحَ عَنِ اللَّهِ هَلَكَ، وَالِاسْتِرَاحَةُ مَعَ اللَّهِ تَرَوُّحُ الْقُلُوبِ بِذِكْرِهِ، وَالِاسْتِرَاحَةُ عَنِ اللَّهِ مُدَاوَمَةُ الْغَفْلَةِ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ هِنْدَ، يَقُولُ: " §الْمُتَمَسِّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ هُوَ الْمُلَاحِظُ لِلْحَقِّ عَلَى دَوَامِ الْأَوْقَاتِ وَالْمُتَمَسِّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، بَلْ يَجْرِي فِي أَوْقَاتِهِ عَلَى الْمُشَاهَدَةِ لَا عَلَى الْغَفْلَةِ فَيَأْخُذُ الْأَشْيَاءَ مِنْ مَعْدِنِهَا وَيَضَعُهَا فِي مَعْدِنِهَا، وَكَانَ يَقُولُ: اجْتَهِدْ أَلَّا تُفَارِقَ بَابَ سَيِّدِكَ بِحَالٍ؛ فَإِنَّهُ مَلْجَأُ الْكُلِّ، فَإِنَّ مَنْ فَارَقَ تِلْكَ السُّدَّةَ لَا يَرَى بَعْدَهَا لِقَدَمَيْهِ قَرَارًا وَلَا مَقَامًا، قَالَ:
[البحر المديد]
كُنْتُ مِنْ كُرْبَتِي أَفِرُّ إِلَيْهِمْ ... فَهُمْ كُرْبَتِي فَأَيْنَ الْمَفَرُّ؟
§الْحُسَيْنُ بِنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَانِيَارَ وَمِنْهُمُ الْمُتَمَسِّكُ بِالتَّنَصُّلِ وَالِاعْتِذَارِ أَبُو بَكْرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَانِيَارَ لَهُ لِسَانٌ فِي لُزُومِ الظَّوَاهِرِ وَتَحْقِيقٌ بِمُنَاجَاتِهِ مَا يَعْرِضُ مِنَ الْخَوَاطِرِ فِي السَّوَاتِرِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شَاذَانَ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ يَزْدَانِيَارَ، يَقُولُ: «§إِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ الْمَنْزِلَةَ عِنْدَ النَّاسِ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ شَاذَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ يَزْدَانِيَارَ، يَقُولُ: «§الرُّوحُ مَزْرَعَةُ الْخَيْرِ؛ لِأَنَّهُ مَعْدِنُ الرَّحْمَةِ، وَالْجَسَدُ مَزْرَعَةُ الشَّرِّ لِأَنَّهُ مَعْدِنُ الشَّهْوَةِ، وَالرُّوحُ مَطْبُوعٌ بِالْخَيْرِ، وَالنَّفْسُ مَطْبُوعَةٌ بِإِرَادَةِ الشَّرِّ، وَالْهَوَى مُدَبِّرُ الْجَسَدِ، وَالْعَقْلُ مُدَبِّرُ الرُّوحَ، وَالْمَعْرِفَةُ خَاطِرَةٌ فِيمَا بَيْنَ الْعَقْلِ وَالْهَوَى، وَالْمَعْرِفَةُ فِي الْقَلْبِ، وَالْعَقْلِ وَالْهَوَى يَتَنَازَعَانِ وَيَتَحَارَبَانِ وَالْهَوَى -[364]- صَاحِبُ جَيْشِ النَّفْسِ، وَالْعَقْلُ صَاحِبُ جَيْشِ الْقَلْبِ، وَالتَّوْفِيقُ مِنَ اللَّهِ مَدَدُ الْعَقْلِ، وَالْخُذْلَانُ مَدَدُ الْهَوَى، وَالظَّفَرُ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ سَعَادَتَهُ أَوْ شَقَاوَتَهُ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ وَهُوَ مُلَازِمٌ لِلذَّنْبِ مَحْجُوبٌ عَنِ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ، وَالْمَعْرِفَةُ صِحَّةُ الْعِلْمِ بِاللَّهِ، وَالْيَقِينُ النَّظَرُ بِعَيْنِ الْقَلْبِ إِلَى مَا وَعَدَ اللَّهُ وَادَّخَرَهُ»

الصفحة 363