كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

أَسْنَدَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ وَمِنْ مَسَانِيدِ حَدِيثِهِ مَا: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ الرَّازِيُّ، فِي كِتَابِهِ وَقَدْ رَأَيْتُهُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَانِيَارَ الصُّوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعَاءٍ وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ»
§إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَلِّدُ وَمِنْهُمُ الْمُثَبَّتُ الْمُؤَيَّدُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَلِّدُ، صَحِبَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجَلَّاءَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ دَاودَ الْقَصَّارَ الرَّقِّيَّ، وَكَانَ يَقُولُ: حَلَاوَةُ الطَّاعَاتِ لِلْمُخْلِصِ مُذْهِبَةٌ لِوَحْشَةِ الْعَجَبِ
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ وَاضِحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُوَلِّدِ، يَقُولُ: " §عَجِبْتُ لِمَنْ عَرَفَ الطَّرِيقَ إِلَى رَبِّهِ كَيْفَ يَعِيشُ مَعَ غَيْرِهِ؟ وَهُوَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر: 54]، وَكَانَ يَقُولُ: مَنْ قَالَ بِاللَّهِ أَفْنَاهُ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ عَنْهُ أَبْقَاهُ لَهُ وَكَانَ يَقُولُ: مَنْ قَامَ إِلَى الْأَوَامِرِ لِلَّهِ كَانَ بَيْنَ قَبُولٍ وَرَدٍّ، وَمَنْ قَامَ إِلَيْهَا بِاللَّهِ كَانَ مَقْبُولًا بِلَا شَكٍّ وَكَانَ يَقُولُ: نَفْسُكَ سَائِرَهٌ بِكَ وَقَلْبُكَ طَائِرٌ بِكَ فَكُنْ مَعَ أَقْرَبِهِمَا وَصُولًا "
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: أَنْشَدَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُوَلِّدِ لِبَعْضِهِمْ:
[البحر البسيط]
§لَوْلَا مَدَامِعُ عُشَّاقٍ وَلَوْعَتُهُمْ ... لَبَانَ فِي النَّاسِ عِزُّ الْمَاءِ وَالنَّارِ
فَكُلُّ نَارٍ فَمِنْ أَنْفَاسِهِمِ قُدِحَتْ ... وَكُلُّ مَاءٍ فَمِنْ عَيْنٍ لَهُمْ جَارِ
وَكَانَ يَقُولُ: ثَمَنُ التَّصَوُّفِ الْفِنَاءُ فِيهِ فَإِذَا فَنِيَ فِيهِ بَقِيَ بَقَاءَ الْأَبَدِ؛ لِأَنَّ الْفَانِيَ عَنْ مَحْبُوبِهِ بَاقٍ بِمَشَاهَدَةِ الْمَطْلُوبِ، وَذَلِكَ بَقَاءُ الْأَبَدِ "

الصفحة 364