كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَالِكِيَّ، بِطَرَسُوسَ يَقُولُ: اعْتَلَّ الشِّبْلِيُّ عِلَّةً شَدِيدَةً فَأَرْجَفُوا بِمَوْتِهِ فَبَادَرْنَا إِلَى دَارِهِ فَاتَّفَقَ عِنْدَهُ ابْنُ عَطَاءٍ، وَجَعْفَرٌ الْخَلَدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْجُنَيْدِ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ لَهُمْ: " §مَالَكُمْ؟ إِيشِ الْقِصَّةُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ وَكُنْتُ أَجْرَأَهُمْ عَلَيْهِ: مَا لَنَا؟ جِئْنَا إِلَى جِنَازَتِكَ فَاسْتَوَى جَالِسًا فَقَالَ: الْجِوَارَ أَمْوَاتٌ جَاءُوا إِلَى جِنَازَةِ حَيٍّ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: وَيْحَكُمْ: أَحْسَبُ أَنِّي قَدْ مُتُّ فِيكُمْ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ هَيْكَلِي؟ "
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْليَّ، يَقُولُ: " §وَقَفْتُ بِعَرَفَةَ فَطَالَبْتُ الْوَقْتَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا لَهُ فِي التَّوْحِيدِ نَفْسٌ، ثُمَّ رَحِمْتُهُمْ فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي إِنْ مَنَعْتَهُمْ إِرَادَتَكَ فِيهِمْ فَلَا تَمْنَعْهُمْ مُنَاهُمْ مِنْكَ "
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ: " §لَيْسَ لِلْمُرِيدِ فَتْرَةٌ وَلَا لِلْعَارِفِ مَعْرِفَةٌ وَلَا لِلْمَعْرِفَةِ عَلَاقَةٌ وَلَا لِلْمُحِبِّ سُكُونٌ وَلَا لِلصَّادِقِ دَعْوَى وَلَا لِلْخَائِفِ قَرَارٌ وَلَا لِلْخَلْقِ مِنَ اللَّهِ فِرَارٌ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّحْظَةُ كُفْرٌ وَالْخَطْرَةُ شِرْكٌ، وَالْإِشَارَةُ مَكْرٌ، وَاللَّحْظَةُ حِرْمَانٌ وَالْخَطْرَةُ خُذْلَانٌ، وَالْإِشَارَةُ هُجْرَانٌ "
سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيَّ، يَقُولُ: قَالَ الشِّبْلِيُّ: «§مَنِ انْقَطَعَ اتَّصَلَ وَمَنِ اتَّصَلَ انْفَصَلَ»
سَمِعْتُ أَبَا قَاسِمٍ عَبْدَ السَّلَامِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُخَرِّمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، قَالَ: «§ادْعُونِي بِلَا غَفْلَةٍ أَسْتَجِبْ لَكُمْ بِلَا مُهْلَةٍ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ: «§اشْتَغَلَ النَّاسُ بِالْحُرُوفِ وَاشْتَغَلَ أَهْلُ الْحَقِّ بِالْحُدُودِ فَمَنِ اشْتَغَلَ بِالْحُرُوفِ اشْتَغَلَ بِهَا خَشْيَةَ الْغَلَبَةِ وَمَنِ اشْتَغَلَ بِالْحُدُودِ اشْتَغَلَ بِهَا خَشْيَةَ الْفَضِيحَةِ»
سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ: «§قَوْمٌ أَصِحَّاءُ جِئْتُمْ إِلَى مَجْنُونٍ، أَيُّ فَائِدَةٍ لَكُمْ فِيَّ؟ أُدْخِلْتُ الْمَارِسْتَانَ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً وَأُسْقِيتُ مِنَ الدَّوَاءِ كَذَا وَكَذَا دَوَاءً فَلَمْ أَزْدَدْ إِلَّا جُنُونًا»

الصفحة 368