كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنِ الْمَحَبَّةِ فَقَالَ: " §الْمَحَبَّةُ الْفَرَاغُ لِلْحَبِيبِ وَتَرْكُ الِاعْتِرَاضِ عَلَى الرَّقِيبِ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا ظَنَنْتُ أَنِّي فَقَدْتُ فَحِينَئِذٍ قَدْ وَجَدْتُ وَإِذَا ظَنَنْتُ أَنِّي وَجَدْتُ فَهُنَاكَ فَقَدْتُ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: صِرَاطُ الْأَوْلِيَاءِ الْمَحَبَّةُ، وَقَالَ: الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ أَنْ تُحِبَّهُ مِنْ قَبْلِهِ وَقَالَ: مَنْ أَحَبِّ اللَّهَ مِنْ قَبْلِ بِرِّ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ "
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ: " §صَاحِبُ الْهِمَّةِ لَا يَشْتَغِلُ بِشَيْءٍ وَصَاحِبُ الْإِرَادَةِ يَشْتَغِلُ بِشَيْءٍ، وَقَالَ: الْهِمَّةُ لِلَّهِ وَمَا دُونَهُ لَيْسَ بَهِمَّةٍ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا مَيَّزْتُمُوهُ بِأَوْهَامِكُمْ وَأَدْرَكْتُمُوهُ بِعُقُولِكُمْ فِي أَتَمِّ مَعَانِيكُمْ فَهُوَ مَرْدُودٌ إِلَيْكُمْ مُحْدَثٌ مَصْنُوعٌ، وَقَالَ: مَنْ قَالَ: اللَّهُ بِالْعَادَةِ فَهُوَ أَحْمَقُ وَمَنْ قَالَ بِالْعَرَضِ فَهُوَ أَخْرَقُ وَمَنْ قَالَ بِالْإِخْلَاصِ فَالشِّرْكُ وَطَنُهُ وَمَنْ قَالَ: اللَّهُ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ لِلْحَقِّ جَهِلَ بِاللَّهِ ظَنُّهُ وَمَنْ قَالَ: اللَّهُ مُعْتَصِمًا بِهَا فَقَدْ جَهِلَ أَوَّلِيَّتَهُ حَتَّى يَقُولَ: اللَّهُ بِاللَّهِ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يُنْشِدُ، فِي مَجْلِسِهِ:
[البحر الرجز]
الْغَيْبُ رَطْبٌ يُنَادِي ... يَا غَافِلِينَ الصَّبُوحُ
فَقُلْتُ: أَهْلًا وَسَهْلًا ... مَا دَامَ فِي الْجِسْمِ رُوحُ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ: «§الْأَرْوَاحُ تَلَطَّفَتْ فَتَعَلَّقَتْ عِنْدَ لَدَغَاتِ الْحَقِيقَةِ فَلَمْ تَرَ غَيْرَ الْحَقِّ مَعْبُودًا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ فَأَيْقَنَتْ أَنَّ الْمُحْدَثَ لَا يُدْرِكُ الْقَدِيمَ بِصِفَاتٍ مَعْلُولَةٍ فَإِذَا صَفَّاهُ الْحَقُّ أَوْصَلَهُ إِلَيْهِ، لَا وَصَلَ هُوَ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ أَبَا طَاهِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ: " §تَاهَتِ الْخَلِيقَةُ فِي الْعِلْمِ وَتَاهَ الْعِلْمُ فِي الِاسْمِ وَتَاهَ الِاسْمُ فِي الذَّاتِ، وَسَمِعْتُهُ كَثِيرًا يُنْشِدُ:
[البحر الطويل]
وِدَادُكُمْ هَجْرٌ وَحُبُّكُمْ قِلًى ... وَوَصْلُكُمْ صَرْمٌ وَسِلْمُكُمْ حَرْبُ
وَسَمِعْتُهُ يُنْشِدُ كَثِيرًا:
[البحر البسيط]
لَمَّا بَدَا طَالِعًا غَابَتْ لِهَيْبَتِهِ ... شَمْسُ النَّهَارِ وَلَمْ يَطْلُعْ لَنَا قَمَرُ
سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ -[370]- بُكَيْرًا، تِلْمِيذَ الشِّبْلِيِّ يَقُولُ لَهُ: يَا أَسْتَاذُ، أَيْنَ أَبْغِيهِ؟ فَقَالَ لَهُ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكُ، §وَهَلْ يَبْغِي مَنْ يَأْخُذُ السَّمَاوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى أُصْبُعٍ فَيَهُزُّهُمَا وَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْمُلُوكُ؟ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَحْتَجِبْ عَنْ خَلْقِهِ وَإِنَّمَا الْخَلْقُ احْتَجَبُوا عَنْهُ بِحُبِّ الدُّنْيَا "

الصفحة 369