كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ , سَمِعْتُ يَعْقُوبَ , سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ , يَقُولُ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ: " §الْمَعْرِفَةُ فِي ذَاتِ الْحَقِّ جَهْلٌ وَالْعِلْمُ فِي حَقِيقَةِ الْمَعْرِفَةِ جِنَايَةٌ وَالْإِشَارَةُ مِنَ الْمُشِيرِ شِرْكٌ فِي الْإِشَارَةِ , وَقَالَ: الْعَارِفُ هَمُّهُ مَا يَأْمَلُهُ وَالزَّاهِدُ هَمُّهُ مَا يَأْكُلُهُ , وَقَالَ: طُوبَى لِمَنْ , كَانَ هَمُّهُ هَمَّا وَاحِدًا وَلَمْ يَشْغَلْ قَلْبَهُ بِمَا رَأَتْ عَيْنَاهُ وَسَمِعَتْ أُذُنَاهُ , وَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ فَإِنَّهُ يَزْهَدُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يَشْغَلُهُ عَنْهُ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ , ثنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ مُوسَى بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ أَوْ سُئِلَ §مَا عَلَامَةُ الْعَارِفِ؟ فَقَالَ: " {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا} [النمل: 34] الْآيَةَ وَقَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ عَرَفَ اللَّهَ كَيْفَ لَا يَعْبُدَهُ، وَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ مِنَ الْأَبْدَالِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ هُمْ أَوْتَادُ الْأَرْضِ، فَقَالَ: أَنَا كُلُّ السَّبْعَةِ، وَسُئِلَ: مَتَى يَبْلُغُ الرَّجُلُ حَدَّ الرِّجَالِ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: إِذَا عَرَفَ عُيُوبَ نَفْسِهِ فَحِينَئِذٍ يَبْلُغُ مَبْلَغَ الرِّجَالِ وَقَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَوْ حُجِبُوا عَنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ ثُمَّ أُعْطُوا الْجِنَّانَ كُلَّهَا مَا كَانَ لَهُمْ إِلَيْهَا حَاجَةٌ وَكَيْفَ يَرْكَنُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا وَهُمْ خَصَائِصُ الْرَّحْمَنِ "
سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عَبْدِ الْقَاهِرِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ الْبِسْطَامِيُّ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَرْزُقُ عَبْدَهُ الْحَلَاوَةَ فَمِنْ أَجْلِ فَرْحَةٍ يَمْنَعُهُ مِنْ حَقَائِقِ الْقُرْبِ , §وَسُئِلَ عَنْ دَرَجَةِ الْعَارِفِ , فَقَالَ: لَيْسَ هُنَاكَ دَرَجَةٌ بَلْ أَعْلَى فَائِدَةَ الْعَارِفِ وُجُودَهُ رَبَّهُ , وَقَالَ: عَرَفْتُ اللَّهَ بِاللَّهِ وَعَرَفْتُ مَا دُونَ اللَّهِ بِنُورِ اللَّهِ وَسُئِلَ: بِمَاذَا يُسْتَعَانُ عَلَى الْعِبَادَةِ فَقَالَ: بِاللَّهِ إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُهُ , وَقَالَ: أُدَلُّ عَلَيْكَ بِكَ وَبِكَ أَصِلُ إِلَيْكَ وَقَالَ: نِسْيَانُ النَّفْسِ ذِكْرُ بَارِئِ النَّسِيْمِ , -[38]- وَقَالَ: مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْأَزَلِ يَحْتَاجُ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ سِرَاجُ الْأَزَلِ , وَقَالَ: مَا وَجَدَ الْوَاجِدُونَ شَيْئًا مِنَ الحُضُورِ إِلَّا كَانُوا غَائِبِينَ فِي حُضُورِهِمْ وَكُنْتُ أَنَا الْمُخْبِرُ عَنْهُمْ فِي حُضُورِهِمْ "
الصفحة 37