كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْخَشَّابَ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ الشِّبْلِيِّ يَقُولُ: " §رَأَيْتُ الشِّبْلِيَّ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنْ أَسْعَدُ أَصْحَابِكَ بِصُحْبَتِكَ؟ فَقَالَ: أَعْظَمُهُمْ لِحُرُمَاتِ اللَّهِ وَأَلْهَجُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ، وَأَقْوَمُهُمْ بِحَقِّ اللَّهِ وَأَسْرَعُهُمْ مُبَادَرَةً فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ، وَأَعْرَفُهُمْ بِنُقْصَانِهِ وَأَكْثَرُهُمْ تَعْظِيمًا لِمَا عَظَّمَ اللَّهُ مِنْ حُرْمَةِ عِبَادِهِ " قَالَ الشَّيْخُ: ذِكْرُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَعْلَامِ الْعَارِفِينَ أَدْرَكْنَا أَيَّامَهُمُ انْتَشَرَتْ فِي الْعَالَمِ أَحْوَالُهُمْ لِاعْتِصَامِهِمْ بِالشَّرْعِ الْمَتِينِ فَكَانُوا بِهِ عَالِمِينَ وَعَامِلِينَ وَبِمَعَانِي الْأَحْوَالِ عَارِفِينَ قَائِمِينَ وَبِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ مُتَمَسِّكِينَ آخِذِينَ، ذَكَرْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نُبَذًا مِمَّا نُقِلَ إِلَيْنَا مِنْ أَقْوَالِهِمُ الْحَمِيدَةِ وَأَحْوَالِهِمُ الشَّدِيدَةِ
§ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فَمِنْهُمُ الْأَغَرُّ الْأَبْلَجُ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْأَعْرَابِيِّ بَصْرِيٌّ نَزَيلُ مَكَّةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، لَهُ التَّصَانِيفِ الْمَشْهُورَةُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَعْرَابِيُّ بِمَكَّةَ ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، §ثَلَاثَةٌ لِلْمُسَافِرِ وَلَا تُنْزَعُ مِنْ غَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ وَلَا نَوْمٍ وَيَوْمًا لِلْمُقِيمِ» غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ إِلَّا أَبُو جَنَابٍ
سَمِعْتُ عَبْدَ الْمُنْعِمِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ الْأَعْرَابِيِّ، يَقُولُ: " §إِنَّ اللَّهَ طَيِّبَ الدُّنْيَا لِلْعَارِفِينَ بِالْخُرُوجِ مِنْهَا وَطَيَّبَ الْجَنَّةَ بِالْخُلُودِ فِيهَا، فَلَوْ قِيلَ لِلْعَارِفِ: إِنَّكَ تَبْقَى فِي الدُّنْيَا لَمَاتَ كَمَدًا، وَلَوْ قِيلَ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: إِنَّكُمْ تَخْرُجُونَ -[376]- مِنْهَا لَمَاتُوا كَمَدًا فَطَابَتِ الدُّنْيَا بِذِكْرِ الْخُرُوجِ مِنْهَا وَطَابَتِ الْجَنَّةُ بِذِكْرِ الْخُلُودِ فِيهَا "
الصفحة 375