كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عُمَرُ , عَنْ أَبِي مُوسَى , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ يَقُولُ يَوْمًا: " §مَا ذَكَرُوهُ إِلَّا بِالْغَفْلَةِ وَلَا خَدَمُوهُ إِلَّا بِالْفَتْرَةِ قَالَ: وَسَمِعُوهُ يَوْمًا , وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَقْطَعْنِي بِكَ عَنْكَ وَسَمِعُوهُ يَوْمًا وَهُوَ يَقُولُ: أَكْثَرُ النَّاسِ إِشَارَةً أَبْعَدُهُمْ مِنْهُ , وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَنْ أَصْحَبُ؟ فَقَالَ: مَنْ لَا يَحْتَاجُ أَنْ تَكْتُمَهُ شَيْئًا مِمَّا يَعْلَمُهُ اللَّهُ مِنْكَ , وَسَمِعُوهُ يَوْمًا , يَقُولُ: أَقْرَبُهُمْ مِنَ اللَّهِ أَوْسَعُهُمْ عَلَى خَلْقِهِ , وَسَمِعُوهُ يَوْمًا وَهُوَ يَقُولُ: لَا يَحْمِلُ عَطَايَاهُ إِلَّا مَطَايَاهُ الْمُذَلَّلَةُ الْمُرَوَّضَةُ , وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَنْ أُصَاحِبُ؟ فَقَالَ: مَنْ إِذَا مَرِضْتَ عَادَكَ وَإِذَا أَذْنَبْتَ تَابَ عَلَيْكَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ , ثنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ , خَلْفَ أَبِي يَزِيدَ يَوْمًا إِذْ شَهِقَ شَهْقَةً فَرَأَيْتُ أَنَّ شَهْقَتَهُ تَخْرِقُ الْحُجُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ رَأَيْتُ عَجَبًا , فَقَالَ: يَا مِسْكِينُ , وَمَا ذَلِكَ الْعَجَبُ؟ فَقُلْتُ: رَأَيْتُ شَهْقَتَكَ تَخْرِقُ الْحُجُبَ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى , فَقَالَ: يَا مِسْكِينُ إِنَّ الشَّهْقَةَ الْجَيِّدَةَ هِيَ الَّتِي إِذَا بَدَتْ لَمْ يَكُنْ لَهَا حِجَابٌ تَخْرِقُهُ , وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا يَزِيدَ §الْعَارِفُ يَحْجُبُهُ شَيْءٌ عَنْ رَبِّهِ؟ فَقَالَ: «يَا مِسْكِينُ مَنْ كَانَ هُوَ حِجَابَهُ أَيُّ شَيْءٍ يَحْجُبُهُ»
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي سَمِعْتِ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ: «§مَنْ سَمِعَ الْكَلَامَ , لَيَتَكَلَّمَ مَعَ النَّاسِ رَزَقَهُ اللَّهُ فَهْمًا يُكَلِّمُ بِهِ النَّاسَ وَمَنْ سَمِعَهُ لِيُعَامِلَ اللَّهَ رَزَقَهُ اللَّهُ فَهْمًا يُنَاجِي بِهِ رَبَّهُ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ يَقُولُ: §هَذَا فَرَحِي بِكَ وَأَنَا أَخَافُكَ , فَكَيْفَ فَرَحِي بِكَ إِذَا أَمِنْتُكَ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ , يَقُولُ: رَبِّ أَفْهِمْنِي عَنْكَ فَإِنِّي لَا أَفْهَمُ عَنْكَ إِلَّا بِكَ، قَالَ أَبُو يَزِيدَ -[39]-: كُفْرُ أَهْلِ الْهِمَّةِ أَسْلَمُ مِنْ إِيمَانِ أَهْلِ الْمِنَّةِ , وَقَالَ: لَيْتَ الْخَلْقَ عَرَفُونِي فَكَفَاهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَعْرِفَتُهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ , وَقَالَ: وَسُئِلَ أَبُو يَزِيدَ: بِمَ نَالُوا الْمَعْرِفَةَ؟ قَالَ: بِتَضْيِيعِ مَالِهِمْ وَالْوُقُوفِ عَلَى مَالِهِ وَقَالَ: اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ أَوْلِيَائِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَصْلُحُ لِحَمَلِ الْمَعْرِفَةِ صَرْفًا فَشَغَلَهُمْ بِالْعِبَادَةِ "

الصفحة 38