كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

§جَعْفَرٌ الْخَلَدِيُّ وَمِنْهُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَلَدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ السَّائِحُ اللَّامِحُ الْقَوَّامُ، الْمُزَيَّنُ بِالْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ وَالْآخِذُ بِالْوَثَائِقِ الْأَكِيدَةِ، كَتَبَ الْآثَارَ وَصَحِبَ الْأَخْيَارَ: الْجُنَيْدَ وَالثَّوْرِيَّ وَرُوَيْمًا، حَجَّ سِنِينَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ , ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ «§أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُسْلِمُ لِذَلِكَ ثُمَّ لَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي كِتَابِهِ , ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ دَارِمٍ قَالَ: " §قَامَ الَّذِي قَتَلَ عُثْمَانُ فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ يَسْتَشْعِرُ الْمَعْرَكَةَ رَجَاءَ أَنْ يُقْتَلَ فَقُتِلَ مَنْ حَوْلَهُ وَلَمْ يُقْتَلْ حَتَّى مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ جَعْفَرٌ: رَجَاءَ أَنْ يُقْتَلَ فَيُكَفَّرُ عَنْهُ قَتْلُ عُثْمَانَ، وَلَوْ قُتِلَ أَلْفَ مَرَّةٍ مَا كَفَّرَ عَنْهُ ذَلِكَ "
وَأَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ، قَالَ: «§لَا يَجِدُ الْعَبْدَ لَذَّةَ الْمُعَامَلَةِ مَعَ لَذَّةِ النَّفْسِ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الْحَقَائِقِ قَطَعُوا الْعَلَائِقَ الَّتِي تَقْطَعُهُمْ عَنِ الْحَقِّ، قَبْلَ أَنْ تَقْطَعَهُمُ الْعَلَائِقُ»
وَقَالَ جَعْفَرٌ: «§الْفَرَقُ بَيْنَ الرِّيَاءِ وَالْإِخْلَاصِ أَنَّ الْمَرَائِيَ يَعْمَلُ لِيُرَى وَالْمُخْلِصَ يَعْمَلُ لِيَصِلَ»
وَقَالَ جَعْفَرٌ: «§الْفُتُوَّةُ احْتَقَارُ النَّفْسِ وَتَعْظِيمُ -[382]- حُرْمَةِ الْمُسْلِمِينَ»

الصفحة 381