كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
§مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ وَمِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ صَحِبَ وَكِيعًا، وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، لَهُ الْوَرَعُ الثَّخِينُ وَالْعَقْلُ الرَّصِينُ، كَانَ زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ يُسَمِّيهِ عَابِدَ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، كَانَ دَأْبُهُ الْمُجَاهَدَةَ وَالْمُكَابَدَةَ الدَّائِمَةَ حَتَّى ضَعُفَ وَخِيفَ عَلَى عَقْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَيْسُورِ تَرَكَ خُشُونَةَ الْمَطْعَمِ وَالْمَلْبَسِ
سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ حَيَّانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ صُبَيْحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النُّعْمَانِ، يَقُولُ: «§دَانِقٌ تَدْفَعُهُ فِي مَظْلِمَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ تَتَصَدَّقُ بِهَا»
سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ حَيَّانَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النُّعْمَانِ، يَقُولُ: «§الْمُصِرُّ لَا يُقْبَلُ لَهُ عَمَلٌ»
§صَالِحُ بْنُ مِهْرَانَ وَمِنْهُمْ أَبُو سُفْيَانَ صَالِحُ بْنُ مِهْرَانَ كَانَ يُقَالُ لَهُ الْحَكِيمُ، يُكْتَبُ كَلَامُهُ قَالَ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ، يَقُولُ: " §لِيَسْتَيْقِنِ النَّاسُ أَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ فِي الْإِسْلَامِ فَرَحًا، وَكَانَ يَقُولُ: كُلُّ صَاحِبِ صِنَاعَةٍ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ فِي صِنَاعَةٍ إِلَّا بِآلَةٍ وَآلَةُ الْإِسْلَامِ الْعِلْمُ وَإِذَا رَأَيْتَ الْعَالِمَ لَا يَتَوَرَّعُ فِي عِلْمِهِ فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَأْخُذَ عَنْهُ، وَكَانَ يَقُولُ: وَضَعُوا مَفَاتِيحَ الدُّنْيَا عَلَى الدُّنْيَا فَلَمْ تَنْفَتِحْ فَوَضَعُوا عَلَيْهَا مَفَاتِيحَ الْآخِرَةِ فَانْفَتَحَتْ "
سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ حَيَّانَ، يَقُولُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ، يَقُولُ: " §الْوَرَعُ وَرَعَانِ: وَرَعٌ صَوَابٌ وَوَرَعٌ أَحْمَقُ فَالصَّوَابُ أَنْ تَقُولَ لِلرَّجُلِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَيَقُولُ: مِنَ السُّوقِ، وَالْوَرَعُ الْأَحْمَقُ أَنْ تَقُولَ لِلرَّجُلِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَيَقُولُ مِنَ الْمَسْجِدِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَكَانَ يَقُولُ: كُلُّ عَمَلٍ يُعْمَلُ لِغَيْرِ اللَّهِ فَهُوَ ذَنْبٌ عَلَى عَامِلِهِ، وَالْإِخْلَاصُ الْيَقِينُ "
الصفحة 391