كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

§أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمِنْهُمُ الْمَقْرُونُ تَعَبُّدُهُ وَتَقَشُّفُهُ بِالْبَذْلِ وَالسَّخَاءِ أَبُو عُثْمَانَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَجْلَانَ خَتَنُ ابْنِ رَجَاءِ بْنِ صُهَيْبٍ، كَانَتِ الْعِبَادَةُ عَنْهُ مَشْهُورَةً، وَالْكَرَمُ عَنْهُ مَأْثُورٌ وَمَذْكُورٌ، كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبُو عِيسَى، ثنا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ»
§مُوسَى الْخَزَّازُ وَمِنْهُمُ النَّاسِكُ النَّبِيهُ ذُو الْفَضْلِ الْكَثِيرِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَزَّازُ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ حَيَّانَ، يَقُولُ: كَانَ لَهُ الْفَضْلُ وَالْعِبَادَةُ وَالنُّسُكُ الْكَثِيرُ وَكَانَ تَخَلَّى فِي دَارِهِ مُسْتَأْنِسًا بِذِكْرِهِ وَمُشَاهَدَتِهِ، أَسْنَدَ الْكَثِيرَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلَا يَمْسَحَنَّ أَحَدُكُمْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيُّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ»
§أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ مِنْهُمْ ذُو الدِّينِ الْمَتِينِ وَالْمُحَدِّثُ الْأَمِينِ، أَنْفَقَ عَلَى الْعِلْمِ الْمَالَ الْكَثِيرَ، الْمُنَوَّرُ الْمُنِيرُ آثَارَ الرَّسُولِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ كَانَ ذَا سَخَاءٍ وَكَرَمٍ، رَاقَبَ الْمَعْبُودَ وَخَدَمَ، حَلِيفُ الْعِبَادَةِ وَالسَّهَرِ أَلِيفُ السُّنَّةِ وَالْأَثَرِ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ: " §جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ بِبَغْدَادَ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَذَكَرَتْ أَنَّهَا مِنْ بَنَاتِ النَّاسِ -[397]-، وَأَنَّهَا امْتُحِنَتْ بِمِحْنَةٍ وَقَالَتْ لِي: أَسْأَلُكُ بِاللَّهِ أَنْ تَسْتُرَنَيِ، فَقُلْتُ: وَمَا مِحْنَتُكِ؟ فَقَالَتْ: أُكْرِهْتُ عَلَى نَفْسِي وَأَنَا حُبْلَى وَذَكَرْتُ لِلنَّاسِ أَنَّكَ زَوْجِي وَأَنَّ مَا بِي مِنَ الْحَمْلِ فَمِنْكَ فَلَا تَفْضَحْنِي وَاسْتُرْنِي سَتَرَكَ اللَّهُ، فَسَكَتُّ عَنْهَا وَمَضَتْ، فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى وَضَعَتْ وَجَاءَ إِمَامُ الْمَحِلَّةِ فِي جَمَاعَةِ الْجِيرَانِ يُهَنِّئُونِي بِالْوَلَدِ الْمَيْمُونِ النَّجِيبِ فَأَظْهَرْتُ التَّهَلُّلَ وَوَزَنْتُ فِي الْيَوْمِ التَّالِي دِينَارَيْنِ وَدَفَعْتُهُمَا إِلَى الْإِمَامِ فَقُلْتُ: أَبْلِغْ هَذَا إِلَى تِلْكَ الْمَرْأَةِ لِتُنْفِقَهَا عَلَى الْمَوْلُودِ فَإِنَّهُ سَبَقَ مَا فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا فَكُنْتُ أَدْفَعُ فِي كُلِّ شَهْرٍ دِينَارَيْنِ أُوصِلُهُمَا إِلَيْهَا بِيَدِ الْإِمَامِ وَأَقُولُ: هَذَا نَفَقَةُ الْمَوْلُودِ إِلَى أَنْ أَتَى عَلَى ذَلِكَ سُنَّتَانِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ الْمَوْلُودُ فَجَاءَنِي النَّاسُ يُعَزُّونَنِي فَكُنْتُ أُظْهِرُ لَهُمُ التَّسْلِيمَ وَالرِّضَا، فَجَاءَتْنِي الْمَرْأَةُ بَعْدَ ذَلِكَ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي وَمَعَهَا تِلْكَ الدَّنَانِيرُ الَّتِي كُنْتُ أَبْعَثُ بِهَا إِلَيْهَا بِيَدِ الْإِمَامِ فَرَدَّتْهَا وَقَالَتْ: سَتَرَكَ اللَّهُ كَمَا سَتَرْتَنِي، فَقُلْتُ لَهَا: هَذِهِ الدَّنَانِيرُ كَانَتْ صِلَةً مِنِّي لِلْمَوْلُودِ وَهِيَ لَكِ لِأَنَّكَ تَرِثِينَهُ فَاعْمَلِي بِهَا مَا تُرِيدِينَ "

الصفحة 396