كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ الْبِسْطَامِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ يَقُولُ: «§مَنْ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَاهِدٍ بِعَيْنِ الِاضْطِرَارِ وَإِلَى أَوْقَاتِي بِعَيْنِ الِاغْتِرَارِ وَإِلَى أَحْوَالِي بِعَيْنِ الِاسْتِدْرَاجِ وَإِلَى كَلَامِي بِعَيْنِ الِافْتِرَاءِ وَإِلَى عِبَارَاتِي بِعَيْنِ الِاجْتِرَاءِ وَإِلَى نَفْسِي بِعَيْنِ الِازْدِرَاءِ فَقَدْ أَخْطَأَ النَّظَرَ فِيَّ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ يَقُولُ: «§لَوْ صَفَتْ لِي تَهْلِيلَةٌ مَا بَالَيْتُ بَعْدَهَا بِشَيْءٍ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُبَيْدٍ السَّهْمَدَانِيًّ يَقُولُ: كَتَبَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ إِلَى أَبِي يَزِيدَ: §سَكِرْتُ مِنْ كَثْرَةِ مَا شَرِبْتُ مِنْ كَأْسِ مَحَبَّتِهِ , فَكَتَبَ أَبُو يَزِيدَ فِي جَوَابِهِ سَكِرْتُ وَمَا شَرِبْتُ مِنَ الدُّرَرِ وَغَيْرِي قَدْ شَرِبَ بُحُورَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا رَوِيَ بَعْدُ وَلِسَانُهُ مَطْرُوحٌ مِنَ الْعَطَشِ وَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ "
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ تَيْمُورًا الْبِسْطَامِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عِيسَى يَقُولُ: قَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو يَزِيدَ: " §لَوْ نَظَرْتُمْ إِلَى رَجُلٍ أُعْطِيَ مِنَ الْكَرَامَاتِ حَتَّى يُرْفَعَ فِي الْهَوَاءِ فَلَا تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّى تَنْظُرُوا كَيْفَ تَجِدُونَهُ عِنْدَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَحِفْظِ الْحُدُودِ وَأَدَاءِ الشَّرِيعَةِ؟ , وَقَالَ: إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَاجْعَلْ نَفْسَكَ كَأَنَّكَ مَجُوسِيٌّ تُرِيدُ أَنْ تَقْطَعَ الزِّنَّارَ بَيْنَ يَدَيْهِ , قَالَ: وَحَكَى عَمِّي عَنْ أَبِيهِ , أَنَّهُ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ: يَا رَبِّ كُنْتُ سَأَلْتُكَ أَلَّا تَحْجُبَهُمْ بِكَ , عَنْكَ فَحَجَبْتَهُمْ بِي عَنْكَ , وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: نُودِيتُ فِي سِرِّيَ فَقِيلَ لِي خَزَائِنُنَا مَمْلُوءَةٌ مِنَ الْخِدْمَةِ فَإِنْ أَرَدْتَنَا فَعَلَيْكَ بِالذِّلَّةِ وَالِافْتِقَارِ "
سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُلْوَانِيَّ بِطَرْتِيبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيَّ وَذَكَرَ عَنْ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: " §أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مَخْدُرُونَ مَعَهُ فِي حِجَالِ الْأُنْسِ لَهُ لَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ فِي -[41]- الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا مَنْ كَانَ مَحَرِّمًا لَهُمْ , وَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَلَا إِلَّا مُنْتَقِبِينَ مِنْ وَرَاءِ حُجُبِهِمْ , قَالَ: وَقُرِئَ عِنْدَ أَبِي يَزِيدَ يَوْمًا: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] قَالَ: فَهَاجَ ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَلَا يَحْتَاجُ أَنْ يُحْشَرَ لِأَنَّهُ جَلِيسُهُ أَبَدًا , وَقِيلَ لِأَبِي يَزِيدَ: أَيَصِلُ الْعَبْدُ إِلَيْهِ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنْ يُرَدُّ بِالْفَائِدَةِ وَالرِّبْحِ عَلَى قَدْرِ السَّفَرِ " قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: اقْتَصَرْنَا عَلَى هَذَا الْقَدْرِ مِنْ كَلَامِهِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِشَارَاتِ الْعَمِيقَةِ الَّتِي لَا يَصَلُ إِلَى الْوقُوفِ عَلَى مَوْدِعْهَا إِلَّا مَنْ غَاصَ فِي بَحْرِهِ وَشَرِبَ مِنْ صَافِي أَمْوَاجِ صَدْرِهِ وَفَهِمَ نَافِثَاتِ سِرِّهِ الْمُتَوَلِّدَةَ الْمُنْتَشِرَةَ مِنْ سُكْرِهِ , فَأَمَّا الرِّوَايَةُ عَنْهُ فَغَيْرُ مَحْفُوظَةٍ غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُ مِنْ وَرَائِهِ شَيْخًا وَاعِظًا لَقِيتُهُ بِبَغْدَادَ وَبِالْبَصْرَةِ يُعْرَفُ بِأَبِي الْفَتْحِ بْنِ الْحِمْصِيِّ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ فَذَكَرَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيَّ , حَدَّثَهُمْ
الصفحة 40