كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شَقِيقِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , وَحَاتِمًا الْأَصَمَّ يَقُولَانِ: " §كَانَ لِشَقِيقٍ وَصِيِّتَانِ إِذَا جَاءَ رَجُلٌ يُوصِيهِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَيَقُولُ: تُوَحِّدُ اللَّهَ بِقَلْبِكَ وَلِسَانِكَ وَسَعْيِكَ وَأَنْ تَكُونَ بِاللَّهِ أَوْثَقَ مِمَّا فِي يَدَيْكَ , وَالثَّالِثُ أَنْ تَرْضَى عَنِ اللَّهِ , وَإِذَا جَاءَهُ أَعْجَمِيٌّ قَالَ لَهُ: بُنَيَّ احْفَظْ مِنِّي خِصَالًا , أَوَّلَ خَصْلَةٍ أَنْ تَحْفَظَ الْحَقَّ , وَلَا يَكُونُ الْحَقُّ حَقًّا إِلَّا بِالْإِجْمَاعِ فَإِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ فَقَالُوا إِنَّ هَذَا الْحَقُّ , تَعْمَلُ ذَلِكَ الْحَقَّ بِرُؤْيَةِ الثَّوَابِ مَعَ الْإِيَاسِ مِنَ الْخَلْقِ وَلَا يَكُونُ الْبَاطِلُ بَاطِلًا إِلَّا بِالْإِجْمَاعِ فَإِذَا اجْتَمَعُوا وَقَالُوا إِنَّ هَذَا بَاطِلٌ تَرَكْتَ هَذَا الْبَاطِلَ خَوْفًا مِنَ اللَّهِ مَعَ الْإِيَاسِ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِذَا كُنْتَ لَا تَعْلَمُ هَذَا الشَّيْءَ , حَقًّ أَوْ بَاطِلٌ , فَيَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ حَتَّى تَعْلَمَ فَإِنَّهُ حَرَامٌ عَلَيْكَ دُخُولُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَعَكَ بَيَانُ ذَلِكَ الشَّيْءِ وَعِلْمُهُ "
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّيَ , إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو تُرَابٍ إِذَا سَمِعَ مِنْ , أَصْحَابِهِ مَا يَكْرَهُ زَادَ فِي اجِتِهَادِهِ وَيُجَدِّدُ تَوْبَةً وَيَقُولُ: " §بُشْرَى دُفِعُوا إِلَى مَا دُفِعُوا لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] وَكَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: مَنْ لَبِسَ مِنْكُمْ مَرَقَّعَةً فَقَدْ سَأَلَ وَمَنْ قَعَدَ فِي الِخَانِقَاهِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ فَقَدْ سَأَلَ وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ أَوْ كَيْمَا يَسْمَعُ النَّاسُ فَقَدْ سَأَلَ "
الصفحة 46