كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْقَلَانِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّقِّيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ الْجَلَّاءِ يَقُولُ: كَانَ أَبُو تُرَابٍ يَقُولُ: §لَا أَعْلَمُ شَيْئًا أَضَرَّ عَلَى الْمُرِيدِينَ مِنْ أَسْفَارِهِمْ عَلَى مُتَابَعَةِ قُلُوبِهِمْ وَنُفُوسِهِمْ وَمَا فَسَدَ مَنْ فَسَدَ مِنَ الْمُرِيدِينَ إِلَّا بِالْأَسْفَارِ الْبَاطِلَةِ "
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْقَزْوِينِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدَكَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الطَّبَرِسْتَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْفَرَحِيِّ يَقُولُ: «§رَأَيْتُ حَوْلَ أَبِي تُرَابٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مِائَةً وَعِشْرِينَ رَكْوَةً قُعُودًا حَوْلَ الْأَسَاطِينِ مَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى الْفَقْرِ إِلَّا ابْنُ الْجَلَّاءِ وَأَبُو عُبَيْدٍ السَّرِيُّ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تُرَابٍ يَقُولُ: قَالَ حَاتِمٌ الْأَصَمُّ: " §أَنا أَدْعُو النَّاسَ إِلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: إِلَى الْمَعْرِفَةِ وَإِلَى الثِّقَةِ , وَإِلَى التَّوَكُّلِ فَأَمَّا مَعْرِفَةُ الْقَضَاءِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْقَضَاءَ عَدْلٌ مِنْهُ فَلَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَشْكُوَ إِلَى النَّاسِ أَوْ تَتَّهِمَ أَوْ تَسْخَطَ وَلَكِنْ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَرْضَى وَتَصْبِرَ , وَأَمَّا الثِّقَةُ فَالْإِيَاسُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ , وَعَلَامَةُ الْإِيَاسِ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ أَنْ تَرْفَعَ الْقَضَاءَ مِنْهُمْ , وَإِذَا رَفَعْتَ الْقَضَاءَ مِنْهُمْ فَقَدِ اسْتَرَحْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَرَاحُوا مِنْكَ وَإِذَا لَمْ تَرْفَعِ الْقَضَاءَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَكَ أَنْ تَزَّيَّنَ لَهُمْ وَتَصَنَّعَ لَهُمْ , فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ وَقَعَتْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ وَوَقَعُوا فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ وَتَضَعُ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ فَإِذَا وَضَعْتَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ فَقَدْ رَحِمْتَهُمْ وَأَيِسْتَ مِنْهُمْ وَأَمَّا التَّوَكُّلُ فَطُمَأْنِينَةُ الْقَلْبِ لِمَوْعُودِ اللَّهِ فَإِذَا كُنْتَ مُطْمَئِنًّا بِالْمَوْعُودِ اسْتَغْنَيْتَ غِنًى لَا تَفْتَقِرُ أَبَدًا "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تُرَابٍ يَقُولُ: قَالَ حَاتِمٌ الْأَصَمُّ: " §لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَشَدُّ عَلَى النَّاسِ الْعَجَبُ أَوِ الرِّيَاءُ , الْعَجَبُ دَاخِلٌ فِيكَ وَالرِّيَاءُ يَدْخُلُ عَلَيْكَ , الْعَجَبُ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنَ الرِّيَاءِ وَمِثَلُهُمَا أَنْ يَكُونَ كَلْبُكَ فِي الْبَيْتِ كَلْبَ عُقُورٍ وَكَلْبٌ آخَرُ خَارِجَ الْبَيْتِ فَأَيُّهُمَا أَشَدُّ عَلَيْكَ الدَّاخِلُ -[49]- مَعَكَ أَوِ الْخَارِجُ؟ أَمَّا الدَّاخِلُ فَهُوَ الْعَجَبُ وَأَمَّا الْخَارِجُ فَهُوَ الرِّيَاءُ , وَقَالَ حَاتِمٌ: الْحُزْنُ عَلَى وَجْهَيْنِ حُزْنٌ لَكَ وَحَزَنٌ عَلَيْكَ فَأَمَّا الْحُزْنُ الَّذِي عَلَيْكَ فَكُلُّ شَيْءٍ فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا فَتَحْزَنَ عَلَيْهِ فَهَذَا عَلَيْكَ , وَكُلُّ شَيْءٍ فَاتَكَ مِنَ الْآخِرَةِ فَتَحْزَنَ عَلَيْهِ فَهُوَ لَكَ , وَتَفْسِيرُهُ إِذَا كَانَ عِنْدَكَ دِرْهَمَانِ فَسَقَطَ مِنْكَ دِرْهَمٌ حَزِنْتَ عَلَيْهِ فَهَذَا حُزْنُ الدُّنْيَا وَإِذَا خَرَجَتْ مِنْكَ زَلَّةٌ أَوْ غِيبَةٌ أَوْ حَسَدٌ أَوْ شَيْءٌ فَمَا تَحْزَنُ عَلَيْهِ وَتَنْدَمُ فَهُوَ لَكَ "
الصفحة 48