كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ , ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ , حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُبَارَكِ , ثنا أَبُو تُرَابٍ الزَّاهِدُ الْبَلْخِيُّ , ثنا وَاصِلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا أَبُو حَمْزَةَ , عَنْ رُقْبَةَ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ»
§يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ وَمِنْهُمُ الْمَادِحُ الشَّكَّارُ الْقَانِعُ الصَّبَّارُ الرَّاجِي الجَآرُ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ الْوَاعِظُ الذَّكَّارُ لَزِمَ الْحِدَادَ تَوَقِّيًا مِنَ الْعِبَادِ وَاسْتَلَذَّ السُّهَادَ تَحَرِّيًا لِلْوِدَادِ وَاحْتَمَلَ الشِّدَادَ تَوَصُّلًا إِلَى العنَادِ
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثُمِائَةٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلَوِيَّةَ الدَّامَغَانِيَّ يَقُولُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ:
[البحر البسيط]
§يَا لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ فِي اللَّوْحِ مَسْطُورَا ... ذَنْبٌ عَلَى عَبْدِهِ قَدْ كَانَ مَقْدُورَا
كَيْفَ النَّجَاةُ بِعَبْدٍ أَنْتَ خَالِقُهُ ... مَاذَا تُرِيدُ بِهِ يَا رَبِّ مَفْطُورَا
يَا وَيْحَهُ يَوْمَ يَسْتَدْعِي صَحَائِفَهُ ... إِلَيْكَ مِنْ خَمْدَةِ الْأَمْوَاتِ مَنْشُورَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلَوِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ:
[البحر الرمل]
§أَنَا مَشْغُولٌ بِذَنْبِي يَا رَجُلْ ... كُفَّ عَنِّي إِنَّ قَلْبِي فِي شُغُلْ
كَيْفَ أَرْجُو تَوْبَةً تُدْرِكُنِي ... وَأَرَى قَلْبِي بِوَيْلِي يَشْتَغِلْ
ذَهَبَتْ نَفْسِي بِلَا شَكٍّ عَلَى ... أَنَّنِي أَدْفَعُ دَهْرِي بِالْعِلَلْ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ , ثنا الْحَسَنُ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: " §لَسْتُ أَبْكِي عَلَى نَفْسِي إِنْ مَاتَتْ إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى حَاجَتِي إِنْ فَاتَتْ قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ: كَيْفَ أَمْتَنِعُ بِالذَّنْبِ مِنْ رَجَائِكَ وَلَا أَرَاكَ تَمْتَنِعُ لِلذَّنْبِ مِنْ عَطَائِكَ , قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ , يَقُولُ: إِلَهِي ذَنْبِي إِلَى نَفْسِي فَأَنَا مَعْنَاهُ , وَحُبِّي لَكَ هُوَ لَكَ فَأَنْتَ مَعْنَاهُ -[52]- وَالْحُبُّ أَعْتَقِدُهُ لَكَ طَائِعًا وَالذَّنْبُ آتِيَهُ مِنِّي كَارِهًا فَهَبْ كَرَاهَةَ ذَنْبِي لِطَوَاعِيَةِ حُبِّي إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ , قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ: إِلَهِي إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي رَحْمَةَ الْكَرَامَةِ عَلَيْكَ فَارْحَمْنِي رَحْمَةَ الْإِيقَاعِ إِلَيْكَ , إِلَهِي بِكَرَمِكَ غَدًا أَصِلُ إِلَيْكَ كَمَا بِنِعْمَتِكَ دُلِلْتُ الْيَوْمَ عَلَيْكَ , قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ , يَقُولُ: إِنْ وَضَعَ عَلَيْهِمْ عِدْلَهَ لَمْ تَبْقَ لَهُمْ حَسَنَةٌ وَإِنْ أَنَالَهُمْ فَضْلَهُ لَمْ تَبْقَ لَهُمْ سَيِّئَةٌ "

الصفحة 51