كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى , فِي كِتَابِهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلَوِيَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: «§أَوْلِيَاؤُهُ أُسَرَاءُ نِعَمِهِ، وَأَصْفِيَاؤُهُ رَهَائِنُ كَرَمِهِ، وَأَحِبَّاؤُهُ عَبِيدُ مِنَنِهِ فَهُمْ عَبِيدُ مَحَبَّةٍ لَا يُعْتَقُونَ، وَرَهَائِنُ كَرَمٍ لَا يُفَكُّونَ، وَأُسَرَاءُ نِعَمٍ لَا يُطْلَقُونَ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ النَّهَاوَنْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " §أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ وَحْشُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ لَا يَأْنَسُونَ إِلَى أَحَدٍ , وَالزَّاهِدُونَ غُرَبَاءُ فِي الدُّنْيَا وَالْعَارِفُونَ غُرَبَاءُ فِي الْآخِرَةِ , قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ مَا لَكَ تَأْسَفُ عَلَى مَفْقُودٍ لَا يَرُدُّهُ عَلَيْكَ الْغَوْثَ وَمَا لَكَ تَفْرَحُ بِمَوْجُودٍ لَا يَتْرُكُهُ فِي يَدِكَ الْمَوْتُ "
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ بَكْرٍ , حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَرْدَعِيُّ , ثنا طَاهِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيَّ قَالَ: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ: §أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّهِ مَا هُوَ؟ قَالَ: إِلَهٌ وَاحِدٌ , قَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: مَلِكٌ قَادِرٌ؟ قَالَ: أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: بِالْمِرْصَادِ , قَالَ: لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ قَالَ يَحْيَى: فَذَاكَ صِفَةُ الْمَخْلُوقِ فَأَمَّا صِفَةُ الْخَالِقِ فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ "
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " §عَجِبْتُ لِمَنْ يَصْبِرُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ , وَأَعْجَبُ , مِنْهُ مَنْ صَبَرَ عَلَيْهِ كَيْفَ لَا يَنْقَطِعُ؟ ثُمَّ قَالَ: نُدَافِعُ عَيْشَنَا بِالْجَهْدِ جَهْدًا مُدَافَعَةً إِلَى جَهْدِ الْمَنَايَا , -[61]- قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ: مِنْ صِفَةِ الْعَارِفِ خَصْلَتَانِ: أَلَّا يُذِيعَ حَالَهُ لِأَحَدٍ وَلَا يفَتِّشَ أَحَدٌ عَنْ حَالِهِ , وَمِنْ عَلَامَةِ الْمُرِيدِ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالثِّقَةُ بِالْوَعْدِ وَالْعَمَلُ بِالْإِخْلَاصِ وَالشُّكْرُ عَلَى الْبَلَاءِ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَامْتِحَانُ الْإِرَادَاتِ , قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ: سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْأَرْوَاحَ رُوحَانِيَّةً نُورَانِيَّةً وَالْأَنْفُسَ جَوَلَانِيَّةً هَوَائِيَّةً فَالْأَرْوَاحُ تَحِنُّ إِلَى عِلِّيِّينَ مُعْدِنُهَا، وَالْأَنْفُسُ تَحِنُّ إِلَى سِجِّينَ مَحْبِسِهَا "

الصفحة 60