كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 10)

كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فلعنه فلما أصبح قالت له أم الدرداء سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته فقالت سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة"
5753 - عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة"
5754 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال "إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة"

-[المعنى العام]-
طهارة لسان المؤمن هدف إسلامي "فالمؤمن من سلم المسلمون من لسانه" وقد تناولنا في أحاديث سابقة الحث على طهارة اللسان من السب والفحش واللعن نوع من الفحش أفرد بالذكر في هذا الباب لمزيد عناية به لكثرة جريانه على الألسنة وتساهل الناس فيه
ولزيادة المبالغة والتحذير من اللعن نهى عن لعن الدواب مع أن لعنها لا يبعدها عن رحمة الله ولا يترتب عليه حقدها وتباغضها وتدابرها وكأنه من قبيل إياك أعني واسمعي يا جارة
نعم إنها خلقة الله وصنعته ولعن المصنوع إساءة للصنعة وإساءة للصانع وهذا وإن لم يقصد من اللاعن ينبغي البعد عنه
وإكثار اللعن كان سببا من أسباب كثرة دخول النساء جهنم وكثرة اللعن في أحاديث الباب سبب للحرمان من الشفاعة والشهادة فلا يكون اللاعنون شفعاء يوم يكثر الشفعاء ولا شهداء يوم يتقدم الشهداء

-[المباحث العربية]-
(بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة) كانت هذه الناقة تحمل أمتعة للقوم الراجلين وكانت المرأة صغيرة جارية ففي الرواية الثانية "بينما جارية

الصفحة 77