كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 10)

(707) باب ذم ذي الوجهين وتحريم فعله
5768 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن من شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه".
5769 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه".
5770 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تجدون من شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه".

-[المعنى العام]-
يقول الله تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} [النساء 145] ويقول {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم} [النساء 142] والنفاق في هذه الدنيا له صور كثيرة منها نفاق العقيدة يتظاهر صاحبه بالإسلام ويبطن الكفر ويشبهه من وجه من يرائي الناس بعبادته ليخدعهم فيحسبونه صالحا ويعاملونه على ذلك فيقعون في شرك جرائمه وهذا نفاق عمل ويشبهه الذي يتزلف للرؤساء المتخالفين فينقل لكل منهم ما عند الآخر ويمدح كلا في وجهه ويذم كلا من خلفه
وشر هؤلاء وهؤلاء من ينتظر تخاصما وتناحرا بين طائفتين مسلمتين فيزيد النار اشتعالا وينفخ فيها في كل من الجانبين يثير هؤلاء على هؤلاء ويهيج هؤلاء على هؤلاء بالكذب والزور والبهتان وإيقاع الفتنة {والفتنة أشد من القتل} [البقرة 191] لأن القتل يقطع حياة فرد أو أفراد قليلين والفتنة تقطع راحة الحياة للكثيرين
هؤلاء المنافقون بجميع صورهم شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ولهم عذاب أليم

-[المباحث العربية]-
(إن من شر الناس ذا الوجهين) في الرواية الثانية "إن شر الناس ذو الوجهين" وفي

الصفحة 87