كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 10)

9- بَابُ السَّبَقِ
ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يُسَابِقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي ضُمِّرَتْ وَالَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ
4686 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي قَدْ ضُمِّرَتْ مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ أَمَدُهَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، وَسَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الله فيمن سابق بها1.
__________
1 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/467-468 في الجهاد: باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها.
ومن طريق مالك أخرجه الدارمي 2/212، والبخاري 420 في الصلاة: باب هل يقال مسجد بني فلان، ومسلم 1870 في الإمارة: باب المسابقة بين الخيل وتضميرها، وأبو داود 2577 في الجهاد: باب في السبق، والنسائي 6/226 في الخيل: باب إضمار الخيل للسبق، والدارقطني 4/300، والبغوي 2650.
والأمد: الغاية، قال الله سبحانه: {أَمَداً بَعِيداً} أي: غاية، وقال الله عز وجل: {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} ، وهو نهاية البلوغ، ويقال: استولى على الأمد: أي غلب سابقاً، وجمع الأمد: آماد. يريد أنه جعل غاية المضامير أبعد من غاية ما لم يضمر من الخيل، لأن المضامير أقوى مما لم يضمر، وكل ذلك إعداد للقوة في إعزاز الدين امتثالاً لقوله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} .

الصفحة 541