كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 10)

فإذا وجد لفظ منها والقبول من المولى انعقدت الولاية والكناية نحو اعتمدت عليك أو عولت عليك ووكلت إليك وأسندت إليك الحكم فلا ينعقد بها حتى تقترن بها قرينة نحو فاحكم أو فتول ما عولت عليك فيه وما أشبهه،
__________
الصريح زاد في الرعاية على هذه استكفيتك وقيل: رددته وفوضته وجعلته إليك كناية "فإذا وجد لفظ منها" أي واحد منها "والقبول من المولى" الحاضر في المجلس والغائب بعده "انعقدت الولاية" لأنها لا تحتمل إلا ذلك فمتى أتى بواحد منها ووجد القبول صحت كالبيع والنكاح ويصح القبول بالشروع في العمل في الأصح.
قال أبن حمدان: إن قلنا: هو نائب عن الشرع كفى وإن قلنا: هو نائب من ولاه فلا
مسألة: تصح تولية مفضول مع موجود فاضل قال أبن حمدان: إن أمنت الفتنة وكان أصلح للدين والناس وإن فوض الإمام إلى إنسان تولية القاضي جاز ولا يجوز له اختيار نفسه ولا والده ولا ولده كما لو وكله في الصدقة قال ويحتمل أن يجوز له اختيارهما إذا كانا صالحين للولاية.
"والكناية نحو اعتمدت عليك وعولت عليك ووكلت إليك وأسندت إليك الحكم فلا ينعقد بها" لأن هذه الألفاظ تحتمل التولية وغيرها من كونه يأخذ برأيه أو غير ذلك فلا ينصرف إلى التولية "حتى يقترن بها قرينة نحو فاحكم أو فتول ما عولت عليك فيه وما أشبه ذلك" لأن هذه القرينة تنفي الاحتمال.
فصل: قال في الرعاية:لا تصح الإمامة العظمى إلا لمسلم حر ذكر مكلف عدل مجتهد شجاع مطاع ذي رأي سميع بصير ناطق قرشي ولا بد من بيعة أهل الحل والعقد من العلماء ووجوه الناس والاستيلاء قهرا مع بقية شروط الإمامة.
وعنه: لا يضر فسقه المقارن وجهله إن شرطنا حين البيعة عدم فسقه وجهله لم ينعزل بفسقه الطارئ على الأصح ولا طاعة له في معصية ومن ثبتت ولايته قهرا زالت به قال في المستوعب وشروط القضاء تنقص عن شروط

الصفحة 8