كتاب طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (اسم الجزء: 10)
(طوف الْقدوم بأشرف الْبلدَانِ مَخْصُوص ... بِهِ الرمل العري من الخمج)
(إِن الْوَدَاع طَوَافه نسك فودع ... طَائِفًا يَا من لبيت الله حج)
(يَا من يُفَارق مَكَّة ودع وَلَو ... سفرا قَصِيرا كَانَ وَدعك الهوج)
(سَرفًا يحرمه وَإِن هُوَ لم يكن ... يَا صَاح فِي الْعِصْيَان يَأْتِيك الْجرْح)
(وَيحل أكل زرافة وَإِن ادّعى ... تَحْرِيمهَا من كَانَ من أهل الْحجَج)
(وَتوقف الْأُسْتَاذ فِي تَحْرِيم طَاوُوس ... كَذَا فِي الببغا فاقف النهج)
(مَا بَين وَالِدَة ونجل فرقة ... بِالرَّدِّ من عيب حرَام كالشنج)
(والشهد لَيْسَ يَصح فِيهِ عِنْده ... يَاذَا الحجى سلم سلمت من الوهج)
(فِي أول للشهر أَو فِي آخر ... أسلم صَحِيح ذَا فَمن يسلم فلج)
(وَالْحمل فِي هَذَا لجزء أول ... من كل نصف حبذا قَول بهج)
(فِي أرزهم فِي قشرة السُّفْلى أسلم ... جَائِز هَذَا كوردك من فلج)
(فَلَيْسَ بِمَعْلُوم قضا الحكم جَازِمًا ... وَلَا عدم الرضْوَان حتما لشقوة)
(بل أَعْطَاك عقلا ثمَّ فهما محققا ... وأعلن منهاجا حوى كل خصْلَة)
(تشهد وجز تَحت الشَّرِيعَة مُؤمنا ... بقدرتك الْخَيْرِيَّة المستخيمة)
(كَمَا أَنْت مُخْتَار لنَفسك كل مَا ... تحاوليه من مشبهات وشهوة)
(فَإِن لم تقل بالنسخ كنت مُكَذبا ... بِمَا جَاءَ مُوسَى من بَيَان وشرعة)
(لرفعهما أَحْكَام من كَانَ قبله ... كتزويج بعض بَين أُخْت بإخوة)
(وَإِن كنت بالنسخ الْمُحَقق قَائِلا ... فتابع لشرع حَاز كل مليحة)
(وَإِن قلت بالنسخ الْمُخَصّص وَاقعا ... فَذا هُوَ تَرْجِيح بِغَيْر الْأَدِلَّة)
(فَهَل أَنْت ساع إِن أتتك خصَاصَة ... بوسعك حوبيا لاتقاء جوعة)
(وَهل أَنْت إِن فاجاك فعل منافر ... بقتل وَنهب أَو بشر وفتنة)
(تكون مضيفا كل ذَاك حَقِيقَة ... إِلَى الْخَالِق الرَّحْمَن فِي كل لَحْظَة)
(وَإِن كنت مُخْتَارًا لنَفسك عزها ... فبشر لَهَا حتما بقول الشَّهَادَة)
(إِذْ الْخَاص ملزوم من الْعَام مُطلقًا ... يبين هَذَا فِي دَلَائِل حِكْمَة)
(وَإِن كنت تسْعَى فِي بلائك مسرعا ... وتدفع مَا لاقاك من كل هفوة)
(فَلبِست حِينَئِذٍ بافك وَلم تكن ... بِفعل إِلَه رَاضِيا بِالْحَقِيقَةِ)
الصفحة 363