كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 10)

- عليه السلام - أن يأمره بالرجوع بعد أن يقول الله تعالى له ذلك. (قال: فاهبط) قائله: جبريل، وإن كان ظاهر السياق أنه موسى. (واستيقظ) في نسخة: "فاستيقظت". ففيه التفات، والمعنى: أنه استيقظ من نومة نامها بعد الإسراء، أو أنه أفاق مما كان فيه مما خامر باطنه من مشاهدة الملإِ الأعلى، ومَرَّ الحديث في الصلاة وبدء الخلق وغيرهما (¬1).

38 - بَابُ كَلامِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الجَنَّةِ
(باب: كلام الرب مع أهل الجنة) أي: بيان ما جاء فيه.

7518 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَال: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا".
[انظر: 6549 - مسلم: 2829، 2859 - فتح: 13/ 487].
(والخير في يديك) والشر أيضًا وإن كان بيده أي: بتقديره وإرادته، لكن اقتصر علي الخير تأدبا، ومَرَّ الحديث في الرقاق (¬2).

7519 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
¬__________
(¬1) سبق برقم (349) كتاب: الصلاة، باب: كيف فرضت الصلاة في الإسراء. وبرقم (3207) كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة. وبرقم (3393) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله عزَّ وجلَّ {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا}.
(¬2) سبق برقم (6549) كتاب: الرقاق، باب: صفة الجنة والنار.

الصفحة 411