كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 10)

(ابن اللتبية) بضم اللام وفتح الفوقية وسكونها وكسر الموحدة وتشديد التحتية، وقيل: بهمزة مضمومة بدل اللام واسمه: عبد الله واللتبية اسم أمه.
(هدية) أي: لي. (له رغاء) أي: صوت. (تيعر) أي: تصوت.
(بلغت) أي: قد بلغت.
(بصر عيني وسمع أذني) بضم الموحدة وضم الصاد وفتح السين وكسر الميم بلفظ الماضي فيهما، أي: أبصرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناطقًا ورافعًا يديه، وسمعت كلامه فيكون من قول أبي حميد وصرح به في خبر وضبطه بعضهم بسكون الصاد والميم، على أنهما مصدران مضافان فيكون الأول: مفعول بلغت والثاني: معطوفًا عليه، فيكون ذلك من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومرَّ الحديث في الهبة وغيرها (¬1) قال شيخنا: ومطابقته للترجمة من حيث أن تملكه لما أهدي له، إنما كان لعلة كونه عاملا فأعتقد أن الذي أهدى له يستبد به دون أصحاب الحقوق التي عمل فيها، فبين له - صلى الله عليه وسلم - أن الحقوق التي عمل لأجلها هي السبب في الإهداء له، وأنه لو أقام في منزله لم يهد له شيء، فلا ينبغي له أن يستحلها بمجرد كونها وصلت إليه على طريق الهدية (¬2).

6980 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ" وَقَال بَعْضُ النَّاسِ: "إِنِ اشْتَرَى دَارًا بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَحْتَال حَتَّى يَشْتَرِيَ الدَّارَ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَيَنْقُدَهُ تِسْعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، وَتِسْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ، وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَيَنْقُدَهُ دِينَارًا
¬__________
(¬1) "الفتح" 12/ 349.
(¬2) سبق برقم (2597) كتاب: الهبة، باب: من لم يقبل الهدية لعلة. وبرقم (6636) كتاب: الأيمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبرقم (7174) كتاب: الأحكام، باب: هدايا العمال.

الصفحة 90