كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ وإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ (45)، (سورة البقرة: 45)، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)، (سورة البقرة: 153). كما أن الصلاة التي يؤديها المسلم على الوجه الأكمل تحقق له السكينة وتعوده على خاصية" استحضار الذهن" لأنه أثناء الصلاة يخلي كل مشاغل الدنيا وراء ظهره، ويدخل في الصلاة ليناجي اللّه تبارك وتعالى وكأنه يكلمه، ويتحدث إليه. ولفظة" الخشوع" في اللغة العربية أشمل من لفظة" السكون"، ولكنها قريبة من لفظة" السكينة" وقد نص القرآن على هذا بقول اللّه تبارك وتعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (2)، (سورة المؤمنون).
ويقول علماء النفس المسلمون: الاسترخاء من الوسائل التي يستخدمها بعض المعالجين النفسيين المحدثين في علاج الأمراض النفسية، والصلاة خمس مرات (الفرائض فقط) في اليوم والليلة تمد المصلي بأحسن نظام للتدريب على الاسترخاء، وبالتالي يتخلص من التوتر العصبي الذي تسببه هموم الحياة اليومية ومشاكل الحياة المعيشية.
كما أن الصلاة الإسلامية تحقق للإنسان المسلم الوقاية من المعاصي والوقوع في الذنوب ووقاية المجتمع أيضا من أضراره ومخاطر معاصيه، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما أفاد القرآن الكريم ... وإذا لم ينته المصلي عن فعل الفواحش والمنكرات، فإنه لم يحقق ثمرة الصلاة ... إضافة إلى هذا وذاك، فإن الصلوات الجامعة مثل صلاة الفطر، وعيد الأضحى، وأيام الجمع، وصلوات الاستسقاء، والخوف، والجنائز، وقبلها صلاة الجماعة اليومية وغيرها من أنواع الصلوات تحقق مبدأ التكاتف والتوحد في المجتمع الإسلامي، وتعود المسلمين على التآخي والتآزر. فالكل في صفوف الصلاة المنتظمة يتجه إلى اللّه تبارك وتعالى ويدعو بالخير لنفسه والجميع.
ومعلوم لدى الجميع ما لتلاوة القرآن واستماعه من تأثيرات عظيمة نفسية وجسدية، وتجري الآن في كل العالم دراسات وبحوث حول تأثير القرآن على أمور كثيرة لا تتعلق بالإنسان فقط بل بالحيوان والنبات والجماد أيضا، كما أن قارئ القرآن وحافظه لا يصاب بالخرف وأمراض الشيخوخة المتعلقة بالذهن والذاكرة والجنون كما أنبأنا بذلك المصطفى صلى اللّه عليه وسلم، وهناك مئات الحالات الواقعية التي تؤيد هذه الحقيقة.

الصفحة 13