كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

(يوسف: 84). والمعنى أن سيدنا يعقوب لما علم بنبإ ضياع يوسف تألم وحزن وبكى بكاء شديدا حتى حصل لعينيه البياض نتيجة ذلك فأصبح لا يرى «1».
انبرى لهذه الآية المباركة طبيب مصري واكتشف لنا قطرة للعين لعلاج الماء الأبيض فيها من التركيبة الكيميائية لعرق الإنسان، نعم من عرق الجسم نفسه. جاءته الفكرة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وكيف كان أبوه سيدنا يعقوب عليه السلام حزينا عليه حتى ابيضت عيناه من البكاء حزنا وألما لفراقه، ولما صار سيدنا يوسف عليه السلام إلى ما صار إليه من المنصب الرفيع عند ملك مصر وقصته مع أخوته قال لهم خذوا ثوبي هذا وألقوه على وجه أبي ليعود إليه بصره، ففعلوا فعاد لسيدنا يعقوب عليه السلام بصره، وهذا كله مذكور في سورة يوسف في قوله تعالى:
وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ (85) قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (86)، (يوسف) .. ثم قوله تعالى: قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَاتِ بَصِيراً واتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)، (يوسف). ثم قوله تعالى ولَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (96)، (يوسف) ..
وبعد تدبر وتمعن في الآيات المباركات وخصوصا في قوله تعالى ... وابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)، وكظيم تعني فاقد البصر من الحزن، وكذلك من قوله تعالى اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَاتِ بَصِيراً ... ، وأيضا قوله تعالى ... إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)، ثم علاقة ذلك كله بالنتيجة التي صرحتها
______________________________
(1) قرص موسوعة الطب النبوي، الإعجاز الطبي في الإسلام، الجلوكوما.

الصفحة 19