كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)
الصناعات الكيميائية، ويذهب بعض منهم إلى الاعتقاد بأنها كانت موجودة وبكميات كبيرة قبل ظهور الأوكسجين. وأن أبحاث أجريت في السبعينات كانت قد أكدت وجود جزيئة مونوكسيد الآزوت في الأنسجة الحية وذلك عند ما كان الدكتور روبرت فوركوت يعمل لمعرفة دور الجزيئات في تقلص أو تمدد الأوعية الدموية. وتؤكد الأوساط البيولوجية ان الخطأ الفادح الذي ارتكبه أحد الطلاب البولونيون هو الذي أتاح لروبرت فوكورت وفريقه تعيين مادة جديدة مركبة موجودة في النسيج الذي يغطي الجدار الداخلي للأوعية الدموية. إنها المادة التي أطلق عليها ( edrs) وكانت مجهولة حتى ذلك الحين. لكن الاعمال التي أنجزها الدكتور فريد مراد (مختبر ابوت) والصيدلي لويس اكنور (جامعة لوس أنجلس) وسلفادور مونكادا الذي عمل طويلا في هذا الميدان، قادت هذه الأعمال إلى الوصول إلى جزيئة مونوكسيد الآزوت وإلى فك رموز تسلسل إحداث الجزيئات الموجودة في الأنسجة والخلايا عن طريق هذه الجزيئة. لكن ما يثير للدهشة في كل هذا أن يكون لغاز مونوكسيد الآزوت، الذي يعد واحدا من عوامل تلوث البيئة والناتج عن احتراق الآزوت، القدرة على امتلاك وظائف مهمة في الجسم. لقد قادت هذه النتيجة إلى الكشف عن الدور العلاجي الذي يؤديه بعض مشتقات النترات في توسيع عروق الشرايين التاجيّة. وهي الطريقة التي تستخدم للذين يعانون أزمات الذبحة الصدرية، كما ساعدت هذه النتيجة على فتح آفاق جديدة في علم الفسلجة والمداواة. فقد حازت جزيئة no في عام 1992 على لقب (جزيئة العام) وحاز اثنان من الفائزين بجائزة نوبل للطب لهذا العام، هما روبرت فوركوت وفريد مراد على جائزة لاسكار لعام 1996، التي غالبا ما تعد مدخلا للقرار السويدي لنيل جائزة نوبل. إن تطورا كبيرا قد حصل منذ الاكتشافات الأولى لسنوات الثمانينات لعمليات توسيع الشرايين، تجاوز حقل القلب والأوعية الدموية، إذ أدرك الباحثون بشكل أفضل، الدور الرئيسي لجزيئة no ، كوسيط كيمائي في العديد من الأنظمة الفيزيولوجية كما أدركوا أن الأمر يتعلق بالجهاز العصبي الرئيسي والرئة والطحال والكثير من أعضاء الجسم. فمقارنة بالأوكسجين، وهو الغاز الموجود أساسا في الأنسجة من خلال الهيموغلوبين، فإن ال no غير موجود بحالة حرة إلا بتركيز قليل في النسيج العضوي، إنه ينقل ويطرح بواسطة عدد من الجزيئات من بينها الهيموغلوبين أو الألبومين، وهذا ما كان يجهله