كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

الجميع حتى الثمانينات. إن الاهتمام بجزئية ال no قاد بالضرورة إلى الالتقاء بالأوكسجين، لكن هاتين المادتين الضرورتين للحياة قد تكونان سببا في أحداث التسمم والمرض للإنسان، وما زالت جزيئة ال no تبحث لها عن مكان محدد أو دور يمكن أن تتمكن من خلاله الدخول في علم المداواة والشفاء، بعيدا عن استخدامها عبر الاستنشاق في بعض حالات ضيق التنفس (الاختناق) الذي يحصل بين مواليد الجدد ... وبذلك سيستمر عمل الباحثين الثلاثة الذين توجوا بجائزة نوبل للطب للعام 1998، ومنهم ..
روبرت. ف. فوركوت، المولود عام 1916 (وهو الأكبر سنا بين الفائزين الثلاث) في جارلستون (كارولين الجنوبية) وهو دكتور في الكيمياء - الحياتية وحاصل على دبلوم من جامعة نورث ويسترن وعالم في تركيب العقاقير، بروفسور فخري في أحد المراكز الصحية، الذي تقاسم جائزة لاسكار للأبحاث الطبية مع فريد مراد عام 1996.
هذا الخبر يؤكد أن التقاء الموت والحياة النقيضان الأزليان أثبت علميا لجزيئة ( no) هذه. فكما أن الماء ضروري للحياة فانه يقتل أيضا بالغرق والاختناق أو التوصيل الكهربائي، والنار أيضا ضرورية للحياة إلا أنها تحرق، والتربة اللازمة لنمو النبات وعيش الإنسان فإنها مثواه بعد موته وحالات أخرى عديدة، وصدق اللّه العظيم الذي قال في محكم كتابه العظيم الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ والْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)، (الملك: 2)، وقال أيضا سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ومِنْ أَنْفُسِهِمْ ومِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)، (يس: 36). بل أن الماء نفسه الذي يطفئ النار مكون من جزيئات أوكسجين وهيدروجين وكلاهما يساعد على الاشتعال، أي أن التضاد وانقلاب الخصائص من الخصائص نفسها وارد جدا وقد أثبت علميا. إن السليكات أصبحت موصلا فائقا بعد أن كانت من أردأ الموصلات، وأن المادة تؤدي أدوارا تتضارب في المفهوم وهذا ما أكد عليه الإسلام دائما في المتضادات والمتشابهات والمتقابلات والخواص المتناقضة في المخلوقات، ولكن المتشدقين بأفكار الغرب في بداية القرن العشرين وأوسطه ظلوا يستهزءون بهذا التحليل الإسلامي العظيم الذي أثبت صحته علميا وعمليا وحقليا، وأنه حق كما أن الإسلام كله حق وأن المستهزئين إنما يستهزءون بأنفسهم وعقولهم، والحمد للّه على نصره المبين.
وإن ننسى فلا ننسى ماء زمزم وما أثبتته البحوث التي أجريت عليه من أن له

الصفحة 25