كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

الكتاب العاشر: الصيدلة والأمراض
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدمة
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل وأشرف رسله وأنبيائه سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.
فهذا هو لقاؤنا العاشر معكم في سلسلتنا (ومضات إعجازية)، لنتكلم فيه عن السبق القرآني في مجال طبي علاجي مهم وهو علوم الصيدلة وعلاج الأمراض وهو مكمل لما بدأناه من الكتابين السابقين في مجال الطب.
جعل الإسلام الحنيف النفس البشرية والحفاظ عليها وعلى صحتها من أولويات الإيمان، فلا يتم إيمان المرء ما لا يعمل على الحفاظ على صحته وصحة أهله وأخوته ومجتمعه، فيقول تعالى في ذلك: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ومَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ولَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)، (المائدة: 32) .. فجعل من يقتل نفسا بغير حق أو فساد في الأرض كأنما قتل البشرية، ومن أحياها أي ساعد في شفاء مريض أو ولادة طفل أو إسعاف جريح لغرض إنقاذه فكأنما أنقذ البشرية بأجمعها، فتأمل عافاك اللّه كم يحثنا ربنا على معرفة قيمة أنفسنا.
لذلك جاءت جميع التشريعات الإسلامية لأجل مصلحة إما صحية أو نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو خلقية، وكلها لعمري تدخل في كمال صحة البشرية، حتى إنك لتحار عند ما تبحث في فلسفة تشريع معين كيف جمعت كل تلك المصالح معا.
جعل الإسلام الحنيف زيارة المرضى وعيادتهم والسؤال عنهم من أقرب الأعمال إلى اللّه وأكثرها مجازاة يوم القيامة .. ففي الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام مسلم (البر والصلة والآداب 4661)، بما يروي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ربه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا ربّ كيف أعودك وأنت ربّ العالمين؟ قال: أما علمت أنّ عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك

الصفحة 3