كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

الفصل الرابع العلاج بالشمس
أما موضوع العلاج بالشمس فاسمع إلى قول اللّه تعالى في سورة (إبراهيم) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ وأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (32) وسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ والْقَمَرَ دائِبَيْنِ وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ (33) وآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)، (إبراهيم). وقال اللّه تعالى في الحديث القدسي ((إني والجن والأنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري)) .. ويقول اللّه تعالى في سورة (النحل: 12) وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ والشَّمْسَ والْقَمَرَ والنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)، وهذا المعنى نلاحظه في سور أخرى عديدات. المعنى الذي يؤكد اللّه تعالى فيه دائما أن هذا الكون كله لم يأت عبثا وأنه مسخر بأمر اللّه لخدمة الإنسان فهذه الشمس وفوائدها التي لا تحصى فمنها الطاقة للنبات وللحيوان وللإنسان ومنها الضوء ومنها أمور أخرى عديدة، وآخر ما اكتشف هو ما سمي بالمعجزة الطبية مع بداية القرن الحادي والعشرين الميلادي من أن العلاج بالضوء أو العلاج بالشمس ومن دون عقاقير ولأمراض عديدة لم يكن يعتقد سابقا بفائدة الشمس لها، فقد اكتشف مؤخرا في بلدان عديدة من العالم أن ضوء النهار نعمة ربانية لم يلتفت إليها العلماء كثيرا رغم تأثيرها الشديد على حياتنا، فقد أصبحت الآن دواء طبيعيا يمكنه ان يصبح بديلا لعقاقير مصنعة قضى العلماء عشرات السنين في اكتشافها وتطويرها. وقد نجح الضوء في علاج بعض حالات السرطان والالتهاب الكبدي والسل والالتهاب الرئوي وعدد من الأمراض الجلدية والفيروسية والاضطرابات النفسية. وإذا كنا في الخريف والشتاء نصاب بالأمراض اكثر فإن ذلك ليس بسبب البرد والرطوبة، ولكن لأننا محرومون من الضوء وفي أيام الشتاء القصير يزيد افراز الميلاتونين ((هرمون النوم)) فيصيب البعض بالتغيرات

الصفحة 32