كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)
الموسمية التي تؤثر على سلوكياتهم بشكل خطير وهو أيضا سبب شعور الكثيرين بالخمول والنعاس مبكرا في الليل. ولهذا يحرم الشتاء الجهاز المناعي للإنسان من الوقود الحيوي له ((الضوء)). وفي المقابل فإن ضوء الشمس في الربيع والصيف ينشط الخلايا العصبية وهرمون ((السيروتونين)) ويحسن نمو العضلات ويرفع مستوى أسلحتنا الدفاعية ضد الأمراض ويضعف الميلاتونين .. وباختصار نحن أيضا نخضع للتركيب الضوئي مثل النبات، فالضوء وقود الإنسان وقد اكتشف العلماء ان الضوء الذي يخترق عيوننا لا يقتصر دوره على مساعدتنا على الإبصار، فنحو 20 خ منه يتسرب من خلف شبكية العين إلى خلايا المخ مباشرة إلى مركز النوم والغدة النخامية والصنوبرية. وبهذا تنتظم معظم وظائف الجسم، ومنها افراز الهورمونات والاستجابة للتوتر والجهاز العصبي اللاإرادي والجهاز الحركي والوظائف الحيوية والتناسلية والساعة البيولوجية. وقد عرفت الجيوش قديما أن الجروح تلتئم أفضل وأسرع إذا لم تغط بضماد وتركت معرضة لضوء الشمس، واليوم فإن الضوء الأزرق يغمر جميع وحدات العناية المركزة بسبب تأثيره المهدئ على المرضى. وفي بريطانيا عقد في أواسط عام 98 مؤتمر ((الضوء 98)) بجامعة (ريدندج)، وحضره الأطباء واختصاصيو العلاج بالليزر وخبراء الالوان والمتخصصون في الطب بعيد المدى والمعالجون بالضوء ومنتجو أجهزة الاضاءة. وقد كشف المؤتمر عن استخدام الضوء لرفع درجة اليقظة لدى رواد الفضاء في وكالة" ناسا" الامريكية إذ تم تعريضهم لجرعات من الضوء الباهر الشديد مع تناولهم" الميلاتونين" عن طريق الفم لضبط الساعة البيولوجية بداخلهم بما يتناسب مع نظام المهمة المكلفين بها.
وقد استخدمت وزارة الدفاع الامريكية" البنتاغون" الضوء لنفس الغرض مع القوات البرية وكان مفعوله أقوى من الأدوية المنبهة. أما في علاج مرض السرطان باستخدام الضوء ففي دراسة أجريت لمستشفى (هامر سميث) ببرطانيا ثبت أن الضوء الأحمر نجح افضل من العقاقير التقليدية في علاج امراض ما قبل الدورة الشهرية والتي تصيب بعض النساء بآلام شديدة في الثدي والبطن والظهر وكان العلاج عبارة عن ارتداء قناع ضوئي أحمر اللون، مع اغماض العينين لمدة 15 دقيقة يوميا خلال 4 شهور، وتفسر الدراسة فاعلية القناع بأنه يحدث تأثيرا كبيرا في الساعة البيولوجية للجسم .. وكذلك نجحت الاشعة فوق البنفسجية في علاج الأمراض الجلدية مثل حب الشباب والصدفية كما