كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

الفصل الخامس الاستشفاء باللبن والعسل
أما الاستشفاء باللبن والعسل فقد بينها الدكتور سليمان عمر قرش في كتابه ((الاكتشافات العلمية الحديثة ومدلولاتها في القرآن الكريم)) نقلا عن بحوث متخصصة قائلا:
قال تعالى وإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ (66)، (النحل: 66). إن هذا اللبن الذي تدره ضرع الأنعام مستخلص من بين فرث ودم، والفرث ما تبقى في الكرش بعد الهضم، وامتصاص الأمعاء للعصارة التي تتحول إلى دم، هذا الدم الذي يذهب إلى كل خلية في الجسم فإذا صار إلى غدد اللبن في الضرع تحول إلى لبن ببديع صنع اللّه. كتب الدكتور موريس بوكاي عن هذه الآية فقال: لكي نفهم معنى هذه الآية من وجهة النظر العلمية فلا بد من الاستعانة بمعلومات علم وظائف الأعضاء: تأتي المواد الأساسية التي تتكفل تغذية الجسم من تفاعلات كيمائية تحدث في القناة الهضمية، وتأتي هذه المواد من عناصر موجودة في محتوى الأمعاء، وعند ما تصل هذه المواد الموجودة بالأمعاء إلى المرحلة المطلوبة في التفاعل الكيميائي، فإنها تمر عبر جدار الأمعاء نحو الدورة العامة، ويتم هذا الانتقال بطريقتين أما مباشرة بواسطة ما يسمى بالأوعية اللمفاوية، وأما بشكل غير مباشر بواسطة الدورة البابية، التي تقود هذه المواد إلى الكبد حيث تقع عليها بعض التعديلات ثم تخرج من الكبد لتذهب أخيرا إلى الدورة الدموية بهذا الشكل إذا يمر كل شيء بالدورة الدموية.
الغدد الثدية هي التي تفرز مكونات اللبن، وتتغذى هذه الغدد بمنتجات هضم الأغذية التي تأتي إليها بواسطة الدم الدائر. فالدم إذن له دور المحصل والناقل للمواد المستخرجة من الأغذية، ومغذي الغدد الثدية منتجة اللبن مثلما يغذي أي عضو أخر، كل شيء يحدث هنا إذا ابتداء من مواجهة محتوى الأمعاء مع الدم في الجدار الأمعائي نفسه، هذه المعلومة المحددة تعد من مكتسبات الكيمياء وفسيولوجيا الهضم، وكانت

الصفحة 40