كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

غير معروفة مطلقا في عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم. إن معرفتها ترجع إلى العصر الحديث، أما اكتشافات الدورة الدموية فهو من عمل هارفي harvey وقد تم هذا الاكتشاف بعد عشرة قرون تقريبا من تنزيل القرآن. إن وجود الآية القرآنية التي تشير إلى تلك المعلومات لا يمكن أن تعطي تفسيرا وضعيا، وذلك بالنظر إلى بعد العصر الذي صيغت فيه من المعلومات. إن وجود هذه الحقيقة وكثير غيرها يثبت أن هذا الوحي هو من اللّه فالبشرية كلها كانت تجهل يوم ذاك أمثال هذه الحقيقة.
وأما العسل فقد قال اللّه تعالى فيه: وأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ومِنَ الشَّجَرِ ومِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)، (النحل).
وأما الأحاديث النبوية التي جاءت في العسل فهي:
1 - عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ((الشفاء في ثلاثة، شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار، وأنهي أمتي عن الكي)) اخرجه البخاري.
2 - وعن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال صلى اللّه عليه وسلم ((عليكم بالشفاءين العسل والقرآن)) رواه ابن ماجة في سننه.
إن الآية الكريمة وأحاديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم تؤكد الفائدة المطلقة لعسل النحل من حيث قيمته العلاجية والغذائية، ولقد لجأ جهابذة الطب في العالم إلى استخدام العسل كما هو أو في تركيبات كيماوية مختلفة إلى علاج الكثير من الأمراض بعد أن أعيتهم الحيل وفشل الدواء الحديث وخاصة في علاج الأمراض المزمنة والمستعصية، وقد وجدوا فيه البلسم الشافي لتلك الأمراض. إنه بحق يعتبر مخزنا كاملا لكثير من العقاقير العلاجية والوقائية كما أنه شهي مفيد، وبهذا تعتبر النحلة صيدلانية متجولة. ويختلف تركيب العسل باختلاف المادة التي يأكلها النحل أو الرحيق الذي يمتصه من الأزهار كما يختلف باختلاف الأحوال الجوية والتضاريس، ويختلف لونه كذلك باختلاف تركيبه الكمياوي، ويختلف العسل أيضا في طعمه وقوامه، وتتوقف درجة الشفاء أيضا على نوع العسل، فقد وجد أن عسل الجبال أجود وأسرع شفاء من عسل الشجر وهذا أسرع شفاء

الصفحة 41