كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)
أخضع خبراء وأطباء عديدون، فنون وقوانين الحجامة الطبية كأساليب علاجية قديمة وموروثة إلى البحث والتدقيق العلمي، وأجروا عليها دراسات مختبرية وتجارب على مئات المرضى، فوصلوا إلى نتائج وصفوها بأنها إنجاز طبي على المستوى العالمي.
فالزيادة الطارئة للدم الفاسد في الجسم والبدن إثر توقف نموه في سن 22 عاما لدى الشباب يجعله يتراكم في الظهر، ومع تقدم العمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدم في الجسم مما يجعله عرضة لمختلف الأمراض .. فإذا احتجم عاد الدم إلى وضعه الطبيعي بعد أن يذهب الدم الفاسد منه أي الحاوي على نسبة عظمى من كريات الدم الحمراء الهرمة بأشكالها الشاذة مع الشوائب الدموية الأخرى «1».
تجري الحجامة على منطقة الكاهل في أعلى مقدم الظهر تحت لوحي الكتفين وعلى جانبي العمود الفقري كونها أرقد منطقة من الجسم وخالية من المفاصل المتحركة، والشبكة الشعرية الدموية أشد ما تكون تشعبا وغزارة في هذه المنطقة مما يجعل سرعة تيار الدم تقل وبالتاي تحط رسوبيات الدم وشوائبه رحالها فيها «2». يكون ذلك بوضع أكواب في تلك المناطق وكما علمنا طبيب الأرواح والأبدان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم (جهتي مؤخرة الرأس وجهتي الظهر وفي الرجل) والضغط عليها ثم إجراء تشريط في تلك المناطق لإخراج الدم الفاسد منها.
بلغت الأحاديث النبوية الشريفة في الحجامة في كتب السنن التسعة الرئيسية (البخاري، مسلم، الترمذي، النسائي، ابي داود، ابن ماجة أحمد، مالك، والدارمي) ما يربو عن 45 حديثا). إليك بعضها:
1. جاء في صحيح البخاري (الطب 5263 (عن أنس رضي اللّه عنه أنّه سئل عن أجر الحجّام فقال احتجم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلّم مواليه فخفّفوا عنه وقال: (إنّ أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحريّ وقال لا تعذّبوا صبيانكم بالغمز من العذرة وعليكم بالقسط).
2. وفي كتاب الطب من صحيح البخاري أيضا قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
______________________________
(1) موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف، عبد الرحيم مارديني، ص 199.
(2) موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف، عبد الرحيم مارديني، ص 199 - 200.