كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

أثبت علميا أن أنسب وقت لإجراء الحجامة هو شهري نيسان وأيار أي عند ما يميل الجو إلى الدفء في الربيع، ولا يمكن تطبيقها في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تجعل الدم أكثر ميوعة ويتحرك بسرعة وسهولة في الأوعية الدموية، وهذا يعرقل تجمع الكريات الهرمة والشوائب في منطقة الكاهل. ويجب أن تكون الحجامة على الريق قبل أن يدخل الجسم أي طعام أو شراب لأن الطعام ينشط جهاز الهضم وبالتالي الدورة الدموية فتتحرك الرواكد التي تجمعت خلال النوم. ويجب أن يكون المريض قد أخذ قسطا من النوم لا يقل عن 9 ساعات، وأن يكون ممتنعا عن منتجات الألبان مدة 24 ساعة. ويجب عدم إجراءها للذكور دون سن 22 عاما أو الإناث اللواتي لم يبلغن سن اليأس بعد أي لم تنقطع عنهن الدورة الشهرية بعد. ويرى الأطباء أن الحجامة بشكلها العلمي المدروس لا تخلف آثارا سلبية .. أما فوائدها فهي تعالج أمراض السرطانات المختلفة، الشلل، أمراض القلب المتعددة، الشقيقة، الروماتيزم، التهاب الكبد، الربو، العقم عند الرجال، مرض الناعور المستعصي، الأكزيما .. كما وجد أن فور إجراء الحجامة يختفي الألم مباشرة وخاصة آلام الشقيقة والربو والأمراض الصدرية والعصبية «1».
وإذا ما عدنا للأحاديث فإننا نجد سبقا نبويا لما توصل له الطب الحديث من أمر الحجامة. فقد ذكرت الأحاديث أن أيام الحجامة الأكثر فعالية هي السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من كل شهر قمري لأن العرب تتعامل مع الأشهر القمرية. وهذا لعمري العجب العجاب، فقد أثبت علماء الفلك أن دورة القمر عند بلوغه البدر يوم الرابع عشر منه يؤثر على كل سوائل الأرض من بحار وأنهار فيحصل المد ومن سوائل حياتية من دم وهرمونات وإنزيمات وغير ذلك فتزداد التأثيرات الشهوانية من قتل وجنس وغير ذلك عند الإنسان والحيوان كما تتصاعد موجات الكآبة والإحباط أو النشوة عند الكثيرين. لذلك فإن الحجامة عند حالة الفوران تلك تؤدي إلى خروج دم كثير قد يؤدي بحياة الناس، كما وأن دورة حياة الكريات الحمر في الإنسان من نخاع العظم مرورا بالكبد وانتهاء بالطحال تبين أن أنسب وقت للتخلص من الفاسد منها هو
______________________________
(1) موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف، عبد الرحيم مارديني، ص 200 - 202.

الصفحة 47