كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)
البحوث في شيكاغو، أن أسرع طريقة لتوليد الانفعالات العاطفية تكون من خلال حاسة الشم. إن المتوارث عن استخدام الروائح والعطور في معالجة الانفعالات العصبية والنفسية والعاطفية بواسطة العطور، جاء العلم الحديث يؤكده، ودلت دراسات كثيرة أجريت على الجهاز العصبي أن اللاوند الذي استخدمه أجدادنا لراحة الأعصاب والاسترخاء هو بالفعل يخفف ذبذبات الدماغ، وأن رائحة الحبق والحصالبان تزيد تلك الذبذبات، والكل يعرف اليوم أن بعض الزيوت العطرية مهدئ للأعصاب ومزيل للتوتر، مثل البابونج وخشب الصندل وزهر البرتقال، بينما رائحة عطر الورد والياسمين مثيرة جدا، بعض العطور منشط ضد التعب والإعياء مثل رائحة النعناع والصنوبر والحبق بينما رائحة العطرة (العترة) تساعد على النوم بهدوء.
وقد شبه النبي صلى اللّه عليه وسلم صحبة الصالحين بمن يكون قريبا من بائع الورد وصحبة أهل السوء والفساد بمن يكون مع نافخ الكير بقوله صلى اللّه عليه وسلم: ((مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك أما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وأما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة)) «1». وهكذا نرى عظمة التشبيه ودقة الاختيار وروعة المعنى وكيف أن على الإنسان المسلم أن يتحرى مصاحبة الصالحين الذين يفيدوه في دينه ودنياه كما يتحرى اختيار الزوجة الصالحة التي تعينه على آخرته وكما أنبئنا صلى اللّه عليه وسلم، كل هذا جاء من استنباط لمثل الريح الطيبة والريح الخبيثة.
أما السواك فقد ذكرنا في كتاب النبات أنه ذا فائدة كبيرة بعد إجراء الفحوص عليه، وأنه بمثابة معجون الأسنان الذي نستخدمه هذه الأيام لاحتوائه على مطهرات ومعادن مهمة، ونترك التخصص الدقيق لأهله كي يتحفونا بآرائهم وبحوثهم.
______________________________
(1) أخرجه البخاري (الذبائح والصيد 5534) ومسلم (البر والصلة والآداب 2628) وأحمد ومسند الكوفيين (19127).