كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)
النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا صدع غلف رأسه بالحناء وقال (نافع بإذن اللّه من الصداع) «1».
إذن استخدم النبي صلى اللّه عليه وسلم هذا النبات لعلاج الصداع والقرح والجروح وللخضاب أي صبغ الشعر به. تلك الاستخدامات التي لم تكن كلها معروفة عند العرب قيل البعثة الشريفة بل كانت مقتصرة على الخضاب واستخدامها في الأفراح، أقر الطب الحديث بصحتها، فمن أين له صلى اللّه عليه وسلم كل تلك المعرفة إن لم تكن من عند العليم العلام.
6. القطن
: وهو ما عرفته العرب بالكرسف .. يروي أغلب أهل السنن أن النساء كنّ يسألن طبيب الأرواح والأجسام للبشرية جمعاء عن أمر الحيض وأثره في الصلاة ..
ورغم أننا قد تطرقنا إلى آيات المحيض وعظمة التشريع الإسلامي في هذا الباب في كتاب الطب من هذه السلسلة، إلا أن هذا الباب من الفقه الإسلامي له تفاصيل عديدة لا يتسع المجال للخوض في كافة جزئياتها، فنحيل القرّاء الكرام إليه ليعلموا عظمة التشريع ودقته وتفاصيله .. لكننا سنذكر حديثا يتعلق بالتطبيب والعلاج للدم النازل من المرأة عند حيضها وما أمر به الشرع الحنيف في ذلك:
أخرج الترمذي في سننه (كتاب الطهارة/ الحديث 118) قال: حدّثنا محمّد بن بشّار حدّثنا أبو عامر العقديّ حدّثنا زهير بن محمّد عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة عن عمّه عمران بن طلحة عن أمّه حمنة بنت جحش قالت:
كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت يا رسول اللّه إنّي أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما تأمرني فيها قد منعتني الصّيام والصّلاة، قال صلى اللّه عليه وسلم: (أنعت لك الكرسف فإنّه يذهب الدّم)، قالت هو أكثر من ذلك، قال صلى اللّه عليه وسلم (فتلجّمي)، قالت هو أكثر من ذلك، قال صلى اللّه عليه وسلم (فاتّخذي ثوبا)، قالت هو أكثر من ذلك إنّما أثجّ ثجّا، فقال النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم (سآمرك بأمرين أيّهما صنعت أجزأ عنك فإن قويت عليهما فأنت أعلم فقال إنّما هي ركضة من الشّيطان فتحيّضي ستّة أيّام أو سبعة أيّام في علم اللّه ثمّ اغتسلي فإذا رأيت أنّك قد
______________________________
(1) موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث الشريف، عبد الرحيم مارديني، 212، بتصرف.