كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 10)

الذي يزود الجسم بالطاقة اللازمة له.
ثم جاء إنجاز آخر عام 2002 م أجرته جامعة كامبرج البريطانية بالتعاون مع كلية طب الأزهر المصرية ونشر في مجلات طبية مرموقة، والذي يقول أن كل المحاولات السابقة من إرجاع الشباب للإنسان من أدوية وعقاقير وأجهزة متطورة قد باءت بالفشل إلا أسلوب واحد فقط أ لا وهو أسلوب التعبد الإسلامي من كثرة ذكر اللّه والعبادات المختلفة من صلاة وتلاوة قرآن. فقد ثبت علميا بعد بحوث مضنية أن الهرمون الخاص بالأحلام والمسئول المباشر عن تكوين الأحلام عند نوم الإنسان نوما عميقا - المعروف بنوم الريم ( rem sleep) - والذي يسمى علميا بهرمون الميلاتونين يمكن أن يكون مسئولا عن إعطاء قوة جسمانية وطاقة كبيرة تحول الكائن البشري عند فرزه في غير أوقات النوم خصوصا عند حالات السمو الروحي إلى شباب وقوة وحيوية كبيرة تبعد حالات الهرم والكبر والعجز والشيخوخة، وأنه يعطي أعظم تأثير له عند الصفاء الروحي والنفسي للإنسان المتيقظ في أوقات السحر ونهاية الليل. وبعد دراسات طويلة لعدة أساليب ثبت بما لا يقبل الشك أن أسلوب العبادة الإسلامية يعطي أكبر فرز لهذا الإنزيم وهذا معناه أن أعظم قوة وطاقة جسمانية ونفسية تكون بهذا الأسلوب «1». كما أثبتت البحوث أن تعود الإنسان على الاستيقاظ للصلاة في جوف الليل يعمل على تنشيط عمل الدماغ ليعمل على تنظيم ما يعرف بالساعة البيولوجية التي تساعد الشخص على النهوض دون الحاجة لمنبه، وهذا بدوره يساعد على تقوية الذاكرة أيضا، وهذا ما تم تأكيده على وجه اليقين.
لذلك حث الإسلام على هذه العبادات، بل وأن اللّه تعالى ربى نبيه صلى اللّه عليه وسلم في بداية الدعوة على التعود على هذه الحالة من كثرة التضرع والخشوع والصلاة والذكر ليلا، وقام صلى اللّه عليه وسلم بتربية الصحابة رضوان اللّه عليهم على هذا النوع من العبادة وحث الأمة عليه لما فيه من خير كبير، فاسمع إلى ربك وهو يعلمك كيف تقوي جسمك وذهنك ونفسك وروحك ومِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً (79)،
______________________________
(1) سنتكلم بالتفصيل عن ميكانيكية عمل الدماغ أثناء الأحلام والنوم العميق في كتاب الأحلام من هذه السلسلة.

الصفحة 9