كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

وروى الخلال أن الشفاء بنت عبد الله كانت ترقي في الجاهلية من النملة، فلما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قد بايعته بمكة قالت: يا رسول الله إني كنت أرقي في الجاهلية من النملة، فأريد أن أعرضها عليك، فعرضتها عليه، فقالت: بسم الله ضلت حتى تعود من أفواهها ولا تضر أحدا، اللهم اكشف الباس رب الناس. قال: ترقي بها على عود سبع مرات، وتقصد مكانا نظيفا وتدلكه على حجر بخل خمر حاذق وتطليه على النملة.
__________
رخص لهم فيها إذا عريت عن ذلك.
"وروى الخلال" "بالخاء المعجمة وشد اللام" "أن الشفاء" "بكسر المعجمة وفاء خفيفة، والمد" عند ابن الأثير في الجامع، والقصر عند ابن نقطة، ورجح "بنت عبد الله" بن عبد شمس، القرشية، العدوية، قيل: اسمها ليلى أسلمت قبل الهجرة وبايعت، وهي من المهاجرات الأول وعقلاء النساء وفضلائهن وكان صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل عندها في بيتها، واتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منهم مروان وهي أم سليمان بن أبي حثمة، ولها أحاديث "كانت ترقي في الجاهلية من النملة، فلما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم" بعد هجرته بقليل، "وكانت قد بايعته بمكة" على الإسلام، "قالت: يا رسول الله إني كنت أرقي في الجاهلية من النملة، فأريد أن أعرضها عليك".
زاد في رواية ابن منده، قال: "فاعرضيها". "فعرضتها عليه" بسكون التاء لا بضمها لقوله: "فقالت": أهو بضمها، وقولها: فقالت التفات، ويؤيده رواية ابن منده قالت: فعرضتها عليه، فقال: "ارقي بها وعلميها حفصة"، وهذه بضم التاء قطعا "بسم الله ضلت" النملة بضاد معجمة أي تاهت عن طريق قصدها "حتى تعود" ترجع "من أفواهها ولا تضر أحدا، اللهم اكشف الباس رب الناس، قال: ترقي بها" لعل هذا إخبار من الراوي عن صفة فعلها وحذف النون منه ومن تقصد؛ لأنه إخبار عن فعل المؤنثة الغائبة "على عود" زاد في رواية أبي نعيم: كريم ولعل معناه اهر نظيف "سبع مرات، وتقصد مكانا نظيفا وتدلكه على حجر بخل خمر حاذق وتطليه" "بفتح التاء وكسر اللام" "على النملة", وهذا الحديث أخرجه أبو نعيم من حديث الشفاء بتمامه، ومن قبله ابن منده، إلى قوله: ترقي ورويا أيضا عنها، قالت: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قاعدة عند حفصة، فقال: "ما عليك أن تعلمي هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة".

الصفحة 10