كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

كالصدقة.
وأنكره مغلطاي وقال: لم يكن له شيء من الأمور الثالثة التي ذكرها مسلم في حديث أبي هريرة رفعه: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث".
وتعقبه الحافظ ابن حجر: بأنه كان له ولد صالح شهد بدرا وما بعدها، وهو السائب، مات في خلافة أبي بكر، فهو أحد الثلاث. قال: وقد كان عثمان من الأغنياء، فلا يبعد أن تكون له صدقة استمرت بعد موته.
وقال غيره: العين الجارية عمل من صدقة أو معروف لحي أو ميت.
وقال آخر: عين الماء نعمة وبركة وخير، وبلوغ أمنية إن كان صاحبها مستورا، فإن كان غير عفيف أصابته مصيبة تبكي لها أهل داره. والله أعلم.
__________
امرأة من نسائهم" أي الأنصار، ففي رواية للبخاري امرة من الأنصار، وقائل هذا الزهري، "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم" قالت: طار لنا عثمان بن مظعون في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين، فاشتكى، فمرضناه حتى توفي، ثم جعلناه في أثوابه، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، قال: "وما يدريك"؟. قلت: لا أدري والله. قال: "أما هو فقد جاءه اليقين، إني لأرجو له الخير من الله، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم"؟. قالت أم العلاء: فوالله لا أزكي أحدا بعده، قالت: "وأريت"، "بهمزة مضمومة فراء مكسورة" وفي رواية: ورأيت بتقديم الراء على الألف لعثمان بن مظعون" وفي رواية للبخاري: فأحزنني ذلك، فنمت، فأريت لعثمان "بعد موته في النوم عينا" من ماء "تجري فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك" الذي رأيته "له" عليه السلام، "فقال": "ذلك"، " بكسر الكاف"، " عمله" الذي كان يعمله في حياه، "يجري له" ثوابه بعد موته.
"وقد قيل: يحتمل أنه كان لعثمان شيء من عمله بقي له ثوابه جاريا كالصدقة" فإنه كان من الأغنياء" وأنكره مغلطاي وقال: لم يكن له شيء من الأمور الثلاثة التي ذكرها مسلم في حديث أبي هريرة، رفعه: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث". إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
"وتعقبه الحافظ" وفي نسخة: شيخ الحافظ "ابن حجر بأنه كان له ولد صالح شهد بدرا وما بعدها، وهو السائب، مات في خلافة أبي بكر" الصديق، "فهو أحد الثلاث" في حديث مسلم، "قال: وقد كان عثمان من الأغنياء، فلا يبعد أن تكون له صدقة استمرت بعد موته" فقد أخرج ابن سعد من مرسل أبي بردة بن أبي موسى، قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون

الصفحة 109