كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

أحد! فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان". فكان كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
ومن ذلك: ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي
__________
"للناس" أي أخبرهم بموته "في اليوم الذي مات فيه" في رجب سنة تسع، قاله ابن جرير وجماعة، وقيل: مات قبل الفتح، وفيه جواز الإعلام بالجنازة ليجتمع الناس للصلاة، والنعي المنهي عنه هو ما يكون معه صياح، خلافا لزاعم أنه الإعلام بالموت للاجتماع، فإن شهود الجنائز خير، والدعاء إلى الخير خير جماعا، قاله ابن عبد البر.
وفي رواية للبخاري: نعى لنا النجاشي يوم مات، فقال: "استغفروا لأخيكم". "وخرج بهم إلى المصلى" مكان ببطحان، فقوله في رواية ابن ماجه: فخرج وأصحابه إلى البقيع، أي بقيع بطحان، أو المراد موضع معد للجنائز ببقيع الغرقد غير مصلى العيدين، والأول أظهر، قاله الحافظ.
وفي الصحيحين عن جابر، مرفوعا: "قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش، فهلم فصلوا عليه" وللبخاري: "فقوموا، فصلوا على أخيكم أصحمة"، ولمسلم: "مات عبد الله صالح أصحمة". وفي الإصابة: جاء في بعض طرق حديث أبي هريرة: أصبحنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه جبريل، فقال: إن أخاك أصحمة النجاشي، قد توفي، فصلوا عليه، فوثب ووثبنا معه حتى جاء المصلى، "فصف بهم" لازم والباء بمعنى مع"، أي صف معهم، أو متعد والباء زائدة للتوكيد، أصفهم، لأن الظاهر أن الإمام متقدم فلا يوصف بأنه صاف معهم إلا على المعنى الآخر، قاله الحافظ، "وصلى عليه وكبر أربع تكبيرات" إشاعة لموته على الإسلام، لأن بعض الناس لم يعلم بأنه أسلم.
وفي صحيح ابن حبان، عن عمران بن حصين: فقاموا وصلوا خلفه وهم لا يظنون، إلا أن جنازته بين يديه.
وفي صحيح أبي عوانة، عن عمران: فصلينا خلفه ونحن لا نرى، إلا أن جنازته قدامنا.
وذكر الواحدي: بلا سند، عن ابن عباس قال: كشف للنبي صلى الله عليه وسلم عن سرير النجاشي، حتى رآه وصلى عليه، وعلى هذا فصلاته كصلاة الإمام على ميت رآه، ولم يره المأموم، ولا خلاف في جوازها، وقد أشبعت الكلام على هذا الحديث في شرح الموطأ، ولله الحمد.
"وفي حديث أنس عند أحمد والبخاري" وأبي داود والترمذي والنسائي "أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد"، "بكسر العين" علا "أحدا" الجبل المعروف بالمدينة، ولمسلم عن أبي سعيد، وأحمد بإسناد صحيح عن بريدة حراء، وجمع بتعدد القصة لما في مسلم، عن أبي هريرة أنه كان على حراء ومعه المذكورون هنا، وزاد: وعلي وطلحة والزبير "ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف" أي

الصفحة 127