كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

عن جعفر شيء؟ قال: "نعم قتل اليوم"، رواه يعقوب الإسفراييني في كتابه دلائل الإعجاز، وخرجه ابن إسحاق والبغوي.
ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "زويت لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها". فكان كذلك امتدت في المشارق والمغارب ما بين أقصى الهند إلى أقصى المشرق إلى بحر طنجة حيث لا عمارة وراءه، وذلك ما لم يملكه أحد من الأمم.
ومن ذلك: إعلامه قريشا بأكل الأرضة ما في صحيفتهم التي تظاهروا بها
__________
"وعن أسماء بنت عميس"، "بمهملتين" مصغر زوجة جعفر، "قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة اليوم الذي قتل فيه جعفر وأصحابه" ثلاثة عشر بجعفر، وقدمت أسماءهم بغزوة مؤتة، وأن الكفار كانوا أكثر من مائتي ألف، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأصابوا غنيمة، وفي هذا مزيد عز ظاهر للإسلام كما لا يخفى، "فقال": "يا أسماء أين بنو جعفر"؟ عبد الله ومحمد وعون، "فجئت بهم، فضمهم وشمهم، ثم ذرفت"، "بفتح الذال والراء وبالفاء" أي سالت "عيناه بالدموع، فبكى، فقلت: يا رسول الله أبلغك عن جعفر", زاد في رواية ابن إسحاق وأصحابه: "شيء؟ قال": "نعم قتل اليوم". وعند ابن إسحاق: "نعم أصيبوا هذا اليوم". "رواه يعقوب الإسفراييني"، "بكسر الهمزة وسكون السين وفتح الفاء والراء وكسر التحتية بلا همز" نسبة إلى إسفرايين بليدة بنواحي نيسابور "في كتابه دلائل الإعجاز، وخرجه ابن إسحاق" محمد في السير، "والبغوي" الكبير عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، عاش مائة وثلاث سنين.
"ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "زويت"، "بضم الزاي مبني للمجهول"، أي جمعت "لي الأرض" وضم بعضها لبعض لأطلع على جميعها، كما جزم به عياض، وجوز بعض أنه كناية عن رفع الحجب وسعة الاطلاع والخروج من صفة البشر إلى صفة غيره، والمراد غالب الأرض، أطلق عليه اسم الكل مبالغة في الكثرة والإسراع، ثم يحتمل أن ذلك ليلة الإسراء أو غيرها من الليالي أو الأيام، "فرأيت مشارقها ومغاربها" كناية عن جميعها، كما في قوله: {رَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} ، أو الجمع باعتبار تعدد المطالع، أو أنه لم يذكر الجنوب والشمال؛ لأن معظم امتداد هذه الأمة في جهتي المشرق والمغرب، "وسيبلغ ملك أمتي ما زوي" ضم وجمع "لي منها" أي الأرض أو المشارق والمغارب، وهذا الحديث أخرجه مسلم عن ثوبان، مرفوعا: "إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض". الحديث.

الصفحة 132