كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 10)

على بني هاشم، وقطعوا بها رحمهم، وأنها أبقت فيها كل اسم لله، فوجدوها كما قال عليه الصلاة والسلام.
ومن ذلك: ما رواه الطبراني في الكبير، والبزار من حديث ابن عمر قال: كنت جالسا مع النبي عليه الصلاة والسلام في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا: يا رسول الله! جئنا نسألك فقال: "إن شئتما أن أخبركما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت". فقالا: أخبرنا يا رسول الله! فقال الثقفي للأنصاري: سل. فقال: أخبرني يا رسول الله! فقال: "جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن سعيك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك
__________
قال عياض: إنهما الذهب والفضة كنزا كسرى وقيصر ملكي الشام والعراق، لأنه في حديث آخر أضاف الدرهم إلى العراق، وكانت مملكة كسرى والدينار إلى الشام وهي مملكة قيصر، "فكان كذلك امتدت" اتسعت أو انتشرت "في المشارق والمغارب ما بين أقصى أرض الهند إلى أقصى أرض المشرق إلى بحر طنجة"، "بفتح الطاء المهملة وسكون النون وفتح الجيم" بلد بساحل بحر المغرب "حيث لا عمارة"، "بكسر العين"، "وراءه" أي ليس بعده بلاد ولا جزائر معمورة، "وذلك" الذي امتد لهذه الأمة "ما" أي قدر "لم يملكه أحد من الأمم" السالفة.
"ومن ذلك إعلامه قريشا بأكل الأرضة"، "بفتح الهمزة والراء والضاد المعجمة" دويبة "ما في صحيفتهم", وفي نسخة: ما في الصحيفة وهو موصول مفعول أكل الصدر، والأرضة فاعل، أي إعلامه أن الأرضة أكلت الحروف المكتوبة في الصحيفة، "التي تظاهروا بها على بني هاشم وقطعوا بها رحمهم، وأنها أبقت فيها كل اسم لله، فوجدوها كما قال عليه الصلاة والسلام" وسبقت القصة مفصلة في المقصد الأول.
"ومن ذلك ما رواه الطبراني في الكبير، والبزار" واللفظ له برجال ثقات، كما قال المنذري، ورواه ابن حبان بنحوه: كلهم "من حديث ابن عمر" عبد الله، "قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى" هو مسجد الخيف، "فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فسلما" فرد عليهما ولم يذكره؛ لأنه معلوم، "ثم قالا: يا رسول الله جئنا نسألك" كل عن سؤال، "فقال": "إن شئتما أن أخبركما بما جئتما تسألاني عنه فعلت"، "بتاء المتكلم"، "وإن شئتما أن أمسك" عن الإخبار "وتسألاني فعلت". "فقالا: أخبرنا يا رسول الله".

الصفحة 133